الطريقة الكتانية

حزب التضرع الطريقة الكتانية

صـلاة السـرّ

اللهُمَّ صلِّ على سيّدنا ومولانا محمد، سرِّ ترويج رياح إرادة الأُنس في بساط اخلَعْ نعلَيْكَ إنّك بالوادِ المقدَّسِ طُوَى، وأنا اخْتَرْتُكَ فاستَمِعْ لما يُوحَى إنني أنا الله لا إله إلاّ أنا فاعبُدْني وأقِم الصَّلوةَ لذِكري، في مِحرابِ المَحْتَدِ المَتِلُوِّ بنَعِتِ خَلَقَ الله سيدَنا آدم على صورتِهِ، المكافِحِ بِهَيُولاه، الطَّوِد الأحمدي، في بساط إنّ الذين يُبايعونَكَ إنّما يُبايعون الله، على سبيلِ التشاكُلِ المُمِتَدِّ من عُنصُرِ. فإذا أَحْبَبْتُه هنالِكَ يقرأ في لوح عبراني بقلم رُوحاني خَطا سريانياً، فلمَّا رأى الشَّمسَ بازغةً قالَ هذا ربّي هذا أكبر، فلمّا أفلَتْ أحَدِيّةُ الكُلِّ الجَمْعي التَّشْبيهي، في أحدِيَّة التنـزيه، قال يا قوم إنّي برئٌ ممّا تشركُون، إنّي وجَّهتُ وجْهي للذي فَطَر السَّمواتِ والأرض حنيفاً، في مِرْآة وما بيْنَ القوم وبين أن ينظروا إلى ربّهم، إلاّ رداء الكبرياء على وجهه في جنّة عَدن، وما أنَا من المشركين، بنعت لا تزال طائفةٌ من أمتي يقاتلون على الحقّ ظاهرين إلى يوم القيامة، هَيْهات هيهات، لا تقوم الساعة حتّى لا يقال في الأرض الله الله، وجاء ربُّكَ والمَلَكُ صَفّاً صَفّاً، يمحُ الله ما يشاءُ ويُثَبِّتُ، وعِنْدَه أمُّ الكتاب(160)، في هويةِ الإجمال العجمي المطبوع، بلَنْ يدخُل أحدُكُم الجنة بعمَلِه، وعلى آله وصحبه وسلم.

ثم بعد ذلك تقرأ الزَّجر التالي:

“اللهمَّ إنّي أسْتدفِعُ بأسْرار أنْوارِ بَوَارِقِ لَوامِعِ صَوْلَةِ كلامِكَ القدِيم، وأسْتَدِرئُ بقَهَّارِيَّة جَلاليَّةِ طَعَّانَة سُلْطَانِكَ القَديم، في نحر صروف الدهر(161) وحوادث القهر ودوران الأفلاك، بسُوءِ القَضاء، وجَذْبِ البَلاَء ودَرَك الشّقاءِ، وشَمَاتَةِ الأعدَاءِ، وأتَحصَّنُ بنُورِ وَجْهِك العظيمِ، منْ شرِّ كلِّ ذي شَرٍّ ومَكْر كُلّ ذي مَكْر، والشّرير من الأرْواحِ الحاضِرة والغَائبَة، وهَوْلِ مَا تَجْري به الأفْلاكِ، يا عفُوُّ، يا عفُوُّ، يا عفُوُّ. يا كَهَيَعصَ، يا حَم عَسق، أعوذُ بكَ منَ الذّنوبِ التي بها تُزيل النِّعَمَ، وأعوذُ بكَ منَ الذّنوبِ التي بها تُحلّ النقَم، وأعوذ بك من الذُّنوب التي بها تُمْسِكُ القَطْرَ(162)، وأعوذُ بكَ منَ الذُّنوب التي بها تُثيرُ الأعَادي، وأستَحْفِظُ كُلَّ مَن له بنا أدِنَى عُلْقَة ونِسْبَةٍ وارْتِباط في زوايا حِفْظِ كلاَءَةِ الصّيانةِ والرعايةِ والوِقاية، بـألفِ أَلْفٍ لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاَّ بالله العلي العظيم، وبقُوَّةِ طَلاسِم رَحَمَاتِ بسْم الله الرحمن الرَّحيم، وبحصون ذُرُوعِ الله أكبر، من كلِّ ما يُخْشَى وَيُحْذَرُ، وبِسُتُورِ وقايَةِ حِمايَةِ وأفَوِّضُ أمْري إلى الله إنَّ الله بصيرٌ بالعبادِ”.

ويقول رضي الله عنه في رسالة خاصة:

“فنُحِبُّكم أحبّكم الله سبحانه وتعالى أن لا يشْغَلكُم عن الله سبحانه شاغلٌ، وأن لا يَحُول(163) بينكم وبين أمتثالِ أوامِره واجْتنابِ نَواهيه قاطعٌ ولا فاصل، وأن لا يُؤَذّنَ المؤذنُ في الأسحار فضلاً عن غيرها إلاّ وأنتم جاثُون(164) بين يدَيْ قيُّوم السماوات والأرضين، تستمْنِحُونَ عطاياه وإفاضاتِه، وتستَرْحمُونه في فُيوضاتِ إحسانِه وأمزَان مِنَحِه، ولابُدَّ ونُؤكّد عليكم أن لا تتركوا كلّ يوم هذا الوِردَ الأكبرَ والحصنَ الحصين الأمنَعَ، من كلِّ ما يُخاف ويُحذّر وهو ألف وأربعون مِن (وأُفَوِّضُ أمري إلى الله إنَّ الله بصيرٌ بالعِبادِ)، ولابُدَّ واذكروه على نيَتِنا فإن الحضرات الإلهية اليوم ازداد فوران الغضب منها ونعوذ به”.

———————————————

(160)– أم الكتاب: سورة الفاتحة.

(161)– صروف الدهر: آفاته وحوادثه.

(162) – القطر: المطر.

(163) – لا يحول: لا يمنع.

(164) – جاثون: خاضعون ساجدون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى