منظومة الوسيلة الحسنا في نظم أسماء الله الحسنى لسيدي أحمد بن شرقاوي
أبو المعارف وأبو العباس أحمد بن شرقاوي بن مساعد المالكي الصديقي الحسيني الخلوتي (ت.1316هـ)
![](https://www.awrad.online/wp-content/uploads/2021/04/نسخة-من-اوراد-سيدى-عبد-القادر-الجيلانى-3-7.png)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
يَا رَبِّ بِالْحُسْنَى مِنَ الأَسْمَاءِ * أَشْرِقْ شُمُوسَ الْقُرْبِ فِي سَمَائِي
وافْتَحْ صَمِيمَ الْقَلْبِ يَا اللَّهُ * وامْزِجْهُ بِالتَّوْحِيدِ يَا مَوْلاَهُ
رَحْمَنُ بَخْتِرْ مُهْجَتِي فِي الْحَانِ * وحُفَّهَا بِالْمَشْهَدِ الرَّبّانِي
رَحِيمُ عَجِّلْ جَنَّةَ الشُّهُودِ * واحْفُفْ إلَهِي بِالْوَفَا عُهُودِي
يَا مالِكاً عَطِّفْ عَلَيْنَا السّاقِي * وافْنِ الْحَشَا واحْرِقْهُ بِالأَشْوَاقِ
قُدُّوسُ قَدِّسْنَا عَنِ الأَغْيَارِ * واجْعَلْ فُؤَادِي لِلْمَعَانِي سارِي
أَنْتَ السَّلاَمُ سَلِّمَنْ جَنَانِي * واجْعَلْ غِذَاهُ الْحُبَّ والتَّدَانِي
يَا مُؤْمِنٌ أَمِّنْ بِكُمْ فُؤَادِي * واجْعَلْ بُرُوقَ وَصْلِكُمْ مُرَادِي
مُهَيْمِنٌ هَبْنِي فُؤَاداً فانِي * ورَقِّهِ مَقَامَ فَرْقٍ ثانِي
عَزِيزُ عَزِّزْنَا بِشُرْبِ الرّاحِ * واجْعَلْ دَوَامَ حُبِّكُمْ مِفْتَاحِي
جَبّارُ فاجْبُرْ كَسْرَنَا بِالْوَصْلِ * واكْشِفْ غِطَانَا بِالضِّيَاءِ الأَصْلِي
مُتَكَبِّرٌ كَبِّرْ عُيُونَ الرُّوحِ * كَيْمَا تَرَى مَشْهُودَهَا السُّبُّوحِي
يَا خالِقاً فاخْلُقْ لَنَا الأَشْوَاقَ * واجْمَعْ بِنَا الأَحْبَابَ والْعُشّاقَ
يَا بارِئاً أَبْرِئْ فُؤَادَ الْجَانِي * وزَحْزِحَنْ عَنْهُ دُخَانَ الرّانِ
مُصَوِّرُ فانْفِ الدُّنُوَّ الصُّورِي * وافْتَحْ لَنَا الْحَانَاتِ فِي الدَّيْجُورِ
غَفّارُ فاغْفِرْ كُلَّ ذَنْبٍ مانِعْ * عَيْنَ الْحَشَا عَنْ كُلِّ بَرْقٍ لاَمعْ
قَهّارُ قَهْراً لِلْخَصِيمِ الْجَافِي * وخُذْهُ جَبْراً لِلشَّرَابِ الصّافِي
وَهّابُ هَبْنَا أَعْظَمَ اللَّذّاتِ * واكْشِفْ لَنَا عَنْ ضَوْءِ شَمْسِ الذّاتِ
رَزّاقُ فارْزُقْنَا بُطُونَ الْحَالِ * حَتَّى عَنِ الأَقْطَابِ والأَبْطَالِ
فَتّاحُ فافْتَحْ أَعْيُنَ الْقُلُوبِ * واجْعَلْ شُهُودَ ذاتِكُمْ مَطْلُوبِي
عَلِيمُ عَلِّمْنَا عُلُومَ السَّيْرِ * واجْعَلْ دُعَانَا رافِعاً للضَّيْرِ
يَا قابِضاً بِالضِّيقِ قَلْبَ السّالِكْ * حَتَّى سَدَدْتَ دُونَهُ الْمَسَالِكْ
فابْسُطْ لَهُ يَا باسِطُ الأَفْرَاحَ * مَعَ الرِّضَا والْفَيْضِ مِنْكُمْ لاَحَ
يَا خافِضُ اخْفِضْ هامَةَ الأَعْدَاءِ * واجْعَلْ سَمَاءَ شَمْسِكُمْ أَحْشَائِي
يَا رافِعُ ارْفَعْ جِيدَ أَهْلِ السُّنَّة * وارْدُدْ عُدَاةَ الْحَقِّ بِالأَسِنَّة
مُعِزُّ عَزِّزْ جَمْعِي بِالإشْرَاقِ * واجْعَلْ رُبُوعِي مَجْمَعَ الْعُشّاقِ
مُذِلُّ أَذْلِلْ نَفْسَنَا بِالشَّوْقِ * واصْرِفْ هَوَاهَا بِالشُّهُودِ الذَّوْقِي
سَمِيعُ أَسْمِعْنَا نِدَا الأَكْوَانِ * بِالْمُنْتَهَى لِلْمَشْهَدِ الرَّحْمَانِي
بَصِيرُ فافْتَحْ عَيْنَ قَلْبِ النّائِي * واكْشِفْ لَهَا عَنْ عالَمِ الإخْفَاءِ
يَا حَكَمٌ يَا عَدْلُ كُنْ مُعِينَا * عَلَى دُعَاةِ الْهَزْلِ أَجْمَعِينَ
لَطِيفُ فالْطُفْ بِالْعُبَيْدِ الْفَانِي * خَبِيرُ خَبِّرْنَا بِسِرِّ الْحَانِ
حَلِيمُ خَلِّقْنَا بِحِلْمٍ واهْدِنَا * لِلْمَشْهَدِ الأَعْلَى وأَوْضِحْ سَبِيلَنَا
عَظِيمُ أَعْظِمْ بَهْجَةَ الأَرْوَاحِ * وأَوْقِدَنْ فِي حُبِّكُمْ مِصْبَاحِي
غَفُورُ فاغْفِرْ سائِرَ الزَّلاّتِ * ورَاعِنَا فِي سائِرِ الأَوْقَاتِ
شَكُورُ وَفِّقْنَا لِخَيْرِ الزّادِ * وارْفَعْ حِجَابَ الْبُعْدِ عَنْ فُؤَادِي
أَنْتَ الْعَلِي فَأَعْلِيَنْ مَقَامِي * وزُجَّ بِي نَحْوَ الشُّهُودِ السّامِي
كَبِيرُ أَعْظِمْ فِي الْهَوَى لَذّاتِي * ولَأْلِئَنْ فِي حانِكُمْ مِشْكَاتِي
حَفِيظُ فاحْفَظْنَا مِنَ الأَكْدَارِ * ونَزِّهَنْ سِرِّي عَنِ الأَغْيَارِ
مُقِيتُ فارْزُقْ رُوحَنَا بِالْقُوتِ * وأَفْنِيَنْ فِي قُرْبِكُمْ نُعُوتِي
حَسِيبُ حاسِبْنَا مَعَ التَّيْسِيرِ * وأَغْنِنَا عَنْ كُلْفَةِ التَّدْبِيرِ
جَلِيلُ أَعْلِ فِيكُمُ هُيَامِي * واحْجُبْ عُيُونَ الْغَيْرِ عَنْ مَقَامِي
كَرِيمُ أَكْرِمْ مَنْ أَتَى ظَمْآنَا * بِشَرْبَةٍ يَغْدُو بِهَا سَكْرَانَا
أَنْتَ الرَّقِيبُ فاجْعَلَنْ فُؤَادِي * مُرَاقِباً وامْزُجْ بِكُمْ أَكْبَادِي
أَنْتَ الْمُجِيبُ فاسْتَجِبْ دُعَائِي * واجْلُ الْحَشَا لِلْحَضْرَةِ الْعَلْيَاءِ
يَا واسِعاً وَسِّعْ عُيُونَ الْقَلْبِ * كَيْمَا تَرَى مَكْنُونَ سِرِّ الرَّبِّ
حَكِيمُ حَكِّمْ رُوحَنَا بِالذِّكْرِ * واجْعَلْ لَهَا قُوتاً دَوَامَ الْفِكْرِ
وَدُودُ خَصِّصْنَا بِوُدٍّ صافِي * وعَجِّلَنْ مِنْ فَيْضِكَ ارْتِشَافِي
مَجِيدٌ مَجِّدْ مِنَ الْهَوَى شُئُونِي * وارْفَعْ حِجَابَ الرّانِ عَنْ عُيُونِي
يَا باعِثُ ابْعَثْنَا مَعَ الأَحْبَابِ * وافْتَحْ لَنَا مُغْلَقَ الأَبْوَابِ
شَهِيدُ أَشْهِدْنَا شُمُوسَ الْحَانِ * وحُفَّنَا بِالْمَشْرَبِ الْعِرْفَانِي
يَا حَقُّ حَقِّقْنَا بِسِرٍّ سارِي * فِي سائِرِ الأَعْضَا بِلاَ إنْكَارِ
وَكِيلُ فاكْفِ الْقَلْبَ بِالشُّهُودِ * واجْعَلْ شِفَاهُ الْوَصْلَ يَا ذَا الْجُودِ
قَوِيُّ قَوِّ الْقَلْبَ بِالْبَقَاءِ * ومَزِّقَنْ فِي حُبِّكُمْ أَعْضَائِي
مَتِينُ مَتِّنْ مِنْكُمُ إمْدَادِي * ومَحِّضَنْ لِوَجْهِكُمْ إرْشَادِي
كُنْ يَا وَلِيُّ بِالْوِلاَ مَنّاحَا * واجْعَلْ فُؤَادِي فِي الْهَوَى مُرْتَاحَا
حَمِيدُ طَيِّبْ فِي الْهَوَى أَحْوَالِي * وأَنْقِذَنْ رُوحِي مِنَ الأَوْحَالِ
كُنْ حافِظِي يَا مُحْصِيَ الأُمُورِ * وارْفَعْ إلَهِي بِالرِّضَا سُتُورِي
يَا مُبْدِئاً أَجْبِلْ عَلَى الإحْسَانِ * طَوِيَّتِي وحَقِّقَنْ إيمَانِي
أَنْتَ الْمُعِيدُ عَمِّرَنْ أَوْقَاتِي * بِذِكْرِكَ الْخَالِي عَنِ الآفَاتِ
يَا مُحْيِي أَحْيِ الرُّوحَ بِالأَوْرَادِ * وعُدَّهَا مِنْ جُمْلَةِ الْوُرّادِ
أَمِتْ جُنُودَ النَّفْسِ يَا مُمِيتُ * وأَحْيِنِي بِالذِّكْرِ مَا بَقِيتُ
يَا حَيُّ أَحْيِ جُمْلَةَ الأَعْمَالِ * بِرُوحِهَا يَا ذَا الْجَنَابِ الْعَالِي
قَيُّومُ قَوِّمْنَا بِلاَ اعْوِجَاجِ * وخُذْ عِنَانَ الْقَلْبِ بِانْزِعَاجِ
يَا واجِدٌ أَغْنِ الْفُؤَادَ الْعَانِي * ورَقِّهِ عَنْ مَشْهَدِ الأَكْوَانِ
يَا ماجِدٌ يَا ذَا الْجَنَابِ السّامِي * أَشْرِقْ عَلَيْنَا أَشْمُسَ الإكْرَامِ
يَا واحِدٌ أَبْلِجْ سَنَا شُهُودِي * وزُجَّ بِي فِي وَحْدَةِ الْوُجُودِ
يَا صَمَدُ اقْضِ كُلَّ مَا نَهْوَاهُ * وبَلِّغِ الْمَلْهُوفَ مُشْتَهَاهُ
يَا قادرُ أَقْدِرْنَا عَلَى الأَهْوَالِ * وارْعَ الْحَشَا مِنْ سَطْوَةِ الأَحْوَالِ
يَا مُقْتَدِرٌ أَبْلِجْ لَنَا الطَّرِيقَة * وقَوِّنَا بِالشَّرْعِ والْحَقِيقَة
أَنْتَ الْمُقَدِّمُ قَدِّمَنْ أَحْبَابِي * واحْفَظْهُمُ مِنْ سائِرِ الأَوْصَابِ
مُؤَخِّرٌ أَخِّرْ مُرِيدَ الدّاءِ * واجْعَلْ حُمَيَّا قُرْبِكُمْ دَوَائِي
يَا أَوَّلُ جُدْ بِالشُّهُودِ الأَوَّلِ * واخْتِمْ لِرُوحِي بِالْمَقَامِ الأَكْمَلِ
يَا آخِرٌ أَتْمِمْ سَنَا إيمَانِي * وخُذْ غُيُومَ الْغَيْرِ عَنْ جَنَانِي
يَا ظاهِراً بِالصُّنْعِ يَا مَوْلاَنَا * اجْعَلْ طَرِيقَ الْحَقِّ مُقْتَفَانَا
يَا باطِناً بِالْكُنْهِ كُنْ نَصِيرَا * واجْعَلْ فَسِيحَ الْقَلْبِ مُسْتَنِيرَا
يَا وَالِي أَوْلِ قَلْبَنَا إحْرَاقَا * واجْمَعْ لَنَا الأَحْوَالَ والأَذْوَاقَ
مُتَعَالِياً فاجْعَلْ سُلُوكِي نامِي * وانْفَعْ بِنَا وصَحِّحَنْ مَرَامِي
يَا بَرُّ جُدْ بِالْوَصْلِ لِلأَرْوَاحِ * واعْطِفْ بِهِ وتَمِّمَنْ أَفْرَاحِي
تَوّابُ فارْزُقْنِي حَشاً تَوّابَا * واجْعَلْ فُؤَادِي صافِياً أَوّابَا
يَا مُنْتَقِمٌ خُذْ مَجْمَعَ الأَعْدَاءِ * واحْفَظْ حِمَانَا مِنْ عُضَالِ الدّاءِ
عَفُوُّ فاعْفُ عَنْ فُؤَادِ الْجَانِي * وصَفِّهِ مِنْ سائِرِ الأَدْرَانِ
رَؤُوفُ فارْأَفْ بِي وزِدْ خُضُوعِي * ومَالِكَ الْمُلْكِ أَضِئْ شُمُوعِي
يَا ذَا الْجَلاَلِ أَشْهِدَنْ جَنَانِي * جَلاَلَكَ الذّاتِيَّ فِي الأَكْوَانِ
يَا مُقْسِطٌ أَشْرِقْ بِكُمْ أَضْوَائِي * يَا جامِعٌ فاجْمَعْ بِكُمْ أَهْوَائِي
أَنْتَ الْغَنِيُّ أَغْنِيَنْ فُؤَادِي * بِحُبِّكَ الأَسْنَى عَلَى التَّمَادِي
يَا مُغْنِيَ الْعُشّاِق بِالتَّلاَقِي * أَعْظِمْ هُيَامِي فِيكَ واشْتِيَاقِي
يَا مانِعُ امْنَعْ أَعْيُنَ الْفُؤَادِ * عَنْ رُؤْيَةِ الأَغْيَارِ بِاعْتِمَادِ
يَا ضارُّ ضُرَّ النَّفْسَ والشَّيْطَانَ * وانْصُرْ جُيُوشَ الرُّوحِ يَا مَوْلاَنَا
يَا نافِعُ انْفَعْنَا بِسِرِّ الأَصْلِ * يَا نُورُ نَوِّرْ جَمْعَنَا بِالْوَصْلِ
يَا هادِياً قَلْبَ الْكَئِيبِ اللاّجِي * حَقِّقْ بِعَذْبِ وَصْلِكَ ابْتِهَاجِي
بَدِيعُ فامْنَحْ مَعْدِنَ الشُّهُودِ * مَا لاَ تَرَاهُ الْعَيْنُ يَا ذَا الْجُودِ
يَا باقِياً أَبْقِ الشُّمُوسَ اللاّتِي * تَبْدُو لَنَا مِنْ سائِر الْجِهَاتِ
يَا وارِثُ أَوْرِثْنِي حَشاً مَأْنُوسَا * واجْعَلْ هَوَاكُمْ فِي الْحِجَا مَغْرُوسَا
رَشِيدُ أَرْشِدْ جَمْعَنَا بِالْحُبِّ * واسْقِهِ الأَسْرَارَ يَا ذَا الْقُرْبِ
صَبُّورُ صَبِّرْنَا عَلَى الأَشْوَاقِ * واجْعَلْ حَشَانَا مَعْدِنَ الإشْرَاقِ
بِجُمْلَةِ الأَسْمَا أَجِبْ سُؤَالِي * وانْفِ السِّوَى يَا رَبَّنَا عَنْ بالِي
وأَفْنِنَا عَنْ جُمْلَةِ الأَكْوَانِ * وأَبْقِنَا فِي الْمَشْهَدِ الإحْسَانِي
ومَتِّعِ الأَرْوَاحَ بِالشُّهُودِ * وخُذْ عِنَانَ السِّرِّ لِلْمَعْبُودِ
وسِرْ بِنَا فِي الْمَنْهَجِ الصِّدِّيقِي * وزُجَّنَا فِي أَبْحُرِ التَّحْقِيقِ
وضَاعِفِ اللَّذّاتِ لِلأَرْوَاحِ * واكْسُ حَشَانَا حُلَّةَ الْفَتّاحِ
واجْعَلْ مَعَانِي وَصْلِكُمْ أَفْيَائِي * وقَوِّنَا بِالْجَمْعِ والْبَقَاءِ
واعْطِفْ عَلَيْنَا بِالتَّجَلِّي الذّاتِي * وهَنِّنَا بِأَعْظَمِ اللَّذّاتِ
وفَرِّغِ الأَلْبَابَ لِلْمَحْبُوبِ * ورَوِّقِ الْمَشْرُوبَ لِلْقُلُوبِ
وانْظُرْ لِهَذَا الْجَمْعِ يَا مَوْلاَنَا * واجْعَلْ لَهُ نَهْجَ الرِّضَا دَيْدَانَا
وصَلِّ يَا ذَا الْجُودِ والإرْفَاقِ * عَلَى النَّبِيِّ بَهْجَةِ الْعُشّاقِ
وآلِهِ وصَحْبِهِ الأَعْيَانِ * مَا مَزَّقَ الشَّوْقُ حِجَابَ الرّانِ