منظومة الوسيلة الحسنا في نظم أسماء الله الحسنى لسيدي أحمد بن شرقاوي
أبو المعارف وأبو العباس أحمد بن شرقاوي بن مساعد المالكي الصديقي الحسيني الخلوتي (ت.1316هـ)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
يَا رَبِّ بِالْحُسْنَى مِنَ الأَسْمَاءِ * أَشْرِقْ شُمُوسَ الْقُرْبِ فِي سَمَائِي
وافْتَحْ صَمِيمَ الْقَلْبِ يَا اللَّهُ * وامْزِجْهُ بِالتَّوْحِيدِ يَا مَوْلاَهُ
رَحْمَنُ بَخْتِرْ مُهْجَتِي فِي الْحَانِ * وحُفَّهَا بِالْمَشْهَدِ الرَّبّانِي
رَحِيمُ عَجِّلْ جَنَّةَ الشُّهُودِ * واحْفُفْ إلَهِي بِالْوَفَا عُهُودِي
يَا مالِكاً عَطِّفْ عَلَيْنَا السّاقِي * وافْنِ الْحَشَا واحْرِقْهُ بِالأَشْوَاقِ
قُدُّوسُ قَدِّسْنَا عَنِ الأَغْيَارِ * واجْعَلْ فُؤَادِي لِلْمَعَانِي سارِي
أَنْتَ السَّلاَمُ سَلِّمَنْ جَنَانِي * واجْعَلْ غِذَاهُ الْحُبَّ والتَّدَانِي
يَا مُؤْمِنٌ أَمِّنْ بِكُمْ فُؤَادِي * واجْعَلْ بُرُوقَ وَصْلِكُمْ مُرَادِي
مُهَيْمِنٌ هَبْنِي فُؤَاداً فانِي * ورَقِّهِ مَقَامَ فَرْقٍ ثانِي
عَزِيزُ عَزِّزْنَا بِشُرْبِ الرّاحِ * واجْعَلْ دَوَامَ حُبِّكُمْ مِفْتَاحِي
جَبّارُ فاجْبُرْ كَسْرَنَا بِالْوَصْلِ * واكْشِفْ غِطَانَا بِالضِّيَاءِ الأَصْلِي
مُتَكَبِّرٌ كَبِّرْ عُيُونَ الرُّوحِ * كَيْمَا تَرَى مَشْهُودَهَا السُّبُّوحِي
يَا خالِقاً فاخْلُقْ لَنَا الأَشْوَاقَ * واجْمَعْ بِنَا الأَحْبَابَ والْعُشّاقَ
يَا بارِئاً أَبْرِئْ فُؤَادَ الْجَانِي * وزَحْزِحَنْ عَنْهُ دُخَانَ الرّانِ
مُصَوِّرُ فانْفِ الدُّنُوَّ الصُّورِي * وافْتَحْ لَنَا الْحَانَاتِ فِي الدَّيْجُورِ
غَفّارُ فاغْفِرْ كُلَّ ذَنْبٍ مانِعْ * عَيْنَ الْحَشَا عَنْ كُلِّ بَرْقٍ لاَمعْ
قَهّارُ قَهْراً لِلْخَصِيمِ الْجَافِي * وخُذْهُ جَبْراً لِلشَّرَابِ الصّافِي
وَهّابُ هَبْنَا أَعْظَمَ اللَّذّاتِ * واكْشِفْ لَنَا عَنْ ضَوْءِ شَمْسِ الذّاتِ
رَزّاقُ فارْزُقْنَا بُطُونَ الْحَالِ * حَتَّى عَنِ الأَقْطَابِ والأَبْطَالِ
فَتّاحُ فافْتَحْ أَعْيُنَ الْقُلُوبِ * واجْعَلْ شُهُودَ ذاتِكُمْ مَطْلُوبِي
عَلِيمُ عَلِّمْنَا عُلُومَ السَّيْرِ * واجْعَلْ دُعَانَا رافِعاً للضَّيْرِ
يَا قابِضاً بِالضِّيقِ قَلْبَ السّالِكْ * حَتَّى سَدَدْتَ دُونَهُ الْمَسَالِكْ
فابْسُطْ لَهُ يَا باسِطُ الأَفْرَاحَ * مَعَ الرِّضَا والْفَيْضِ مِنْكُمْ لاَحَ
يَا خافِضُ اخْفِضْ هامَةَ الأَعْدَاءِ * واجْعَلْ سَمَاءَ شَمْسِكُمْ أَحْشَائِي
يَا رافِعُ ارْفَعْ جِيدَ أَهْلِ السُّنَّة * وارْدُدْ عُدَاةَ الْحَقِّ بِالأَسِنَّة
مُعِزُّ عَزِّزْ جَمْعِي بِالإشْرَاقِ * واجْعَلْ رُبُوعِي مَجْمَعَ الْعُشّاقِ
مُذِلُّ أَذْلِلْ نَفْسَنَا بِالشَّوْقِ * واصْرِفْ هَوَاهَا بِالشُّهُودِ الذَّوْقِي
سَمِيعُ أَسْمِعْنَا نِدَا الأَكْوَانِ * بِالْمُنْتَهَى لِلْمَشْهَدِ الرَّحْمَانِي
بَصِيرُ فافْتَحْ عَيْنَ قَلْبِ النّائِي * واكْشِفْ لَهَا عَنْ عالَمِ الإخْفَاءِ
يَا حَكَمٌ يَا عَدْلُ كُنْ مُعِينَا * عَلَى دُعَاةِ الْهَزْلِ أَجْمَعِينَ
لَطِيفُ فالْطُفْ بِالْعُبَيْدِ الْفَانِي * خَبِيرُ خَبِّرْنَا بِسِرِّ الْحَانِ
حَلِيمُ خَلِّقْنَا بِحِلْمٍ واهْدِنَا * لِلْمَشْهَدِ الأَعْلَى وأَوْضِحْ سَبِيلَنَا
عَظِيمُ أَعْظِمْ بَهْجَةَ الأَرْوَاحِ * وأَوْقِدَنْ فِي حُبِّكُمْ مِصْبَاحِي
غَفُورُ فاغْفِرْ سائِرَ الزَّلاّتِ * ورَاعِنَا فِي سائِرِ الأَوْقَاتِ
شَكُورُ وَفِّقْنَا لِخَيْرِ الزّادِ * وارْفَعْ حِجَابَ الْبُعْدِ عَنْ فُؤَادِي
أَنْتَ الْعَلِي فَأَعْلِيَنْ مَقَامِي * وزُجَّ بِي نَحْوَ الشُّهُودِ السّامِي
كَبِيرُ أَعْظِمْ فِي الْهَوَى لَذّاتِي * ولَأْلِئَنْ فِي حانِكُمْ مِشْكَاتِي
حَفِيظُ فاحْفَظْنَا مِنَ الأَكْدَارِ * ونَزِّهَنْ سِرِّي عَنِ الأَغْيَارِ
مُقِيتُ فارْزُقْ رُوحَنَا بِالْقُوتِ * وأَفْنِيَنْ فِي قُرْبِكُمْ نُعُوتِي
حَسِيبُ حاسِبْنَا مَعَ التَّيْسِيرِ * وأَغْنِنَا عَنْ كُلْفَةِ التَّدْبِيرِ
جَلِيلُ أَعْلِ فِيكُمُ هُيَامِي * واحْجُبْ عُيُونَ الْغَيْرِ عَنْ مَقَامِي
كَرِيمُ أَكْرِمْ مَنْ أَتَى ظَمْآنَا * بِشَرْبَةٍ يَغْدُو بِهَا سَكْرَانَا
أَنْتَ الرَّقِيبُ فاجْعَلَنْ فُؤَادِي * مُرَاقِباً وامْزُجْ بِكُمْ أَكْبَادِي
أَنْتَ الْمُجِيبُ فاسْتَجِبْ دُعَائِي * واجْلُ الْحَشَا لِلْحَضْرَةِ الْعَلْيَاءِ
يَا واسِعاً وَسِّعْ عُيُونَ الْقَلْبِ * كَيْمَا تَرَى مَكْنُونَ سِرِّ الرَّبِّ
حَكِيمُ حَكِّمْ رُوحَنَا بِالذِّكْرِ * واجْعَلْ لَهَا قُوتاً دَوَامَ الْفِكْرِ
وَدُودُ خَصِّصْنَا بِوُدٍّ صافِي * وعَجِّلَنْ مِنْ فَيْضِكَ ارْتِشَافِي
مَجِيدٌ مَجِّدْ مِنَ الْهَوَى شُئُونِي * وارْفَعْ حِجَابَ الرّانِ عَنْ عُيُونِي
يَا باعِثُ ابْعَثْنَا مَعَ الأَحْبَابِ * وافْتَحْ لَنَا مُغْلَقَ الأَبْوَابِ
شَهِيدُ أَشْهِدْنَا شُمُوسَ الْحَانِ * وحُفَّنَا بِالْمَشْرَبِ الْعِرْفَانِي
يَا حَقُّ حَقِّقْنَا بِسِرٍّ سارِي * فِي سائِرِ الأَعْضَا بِلاَ إنْكَارِ
وَكِيلُ فاكْفِ الْقَلْبَ بِالشُّهُودِ * واجْعَلْ شِفَاهُ الْوَصْلَ يَا ذَا الْجُودِ
قَوِيُّ قَوِّ الْقَلْبَ بِالْبَقَاءِ * ومَزِّقَنْ فِي حُبِّكُمْ أَعْضَائِي
مَتِينُ مَتِّنْ مِنْكُمُ إمْدَادِي * ومَحِّضَنْ لِوَجْهِكُمْ إرْشَادِي
كُنْ يَا وَلِيُّ بِالْوِلاَ مَنّاحَا * واجْعَلْ فُؤَادِي فِي الْهَوَى مُرْتَاحَا
حَمِيدُ طَيِّبْ فِي الْهَوَى أَحْوَالِي * وأَنْقِذَنْ رُوحِي مِنَ الأَوْحَالِ
كُنْ حافِظِي يَا مُحْصِيَ الأُمُورِ * وارْفَعْ إلَهِي بِالرِّضَا سُتُورِي
يَا مُبْدِئاً أَجْبِلْ عَلَى الإحْسَانِ * طَوِيَّتِي وحَقِّقَنْ إيمَانِي
أَنْتَ الْمُعِيدُ عَمِّرَنْ أَوْقَاتِي * بِذِكْرِكَ الْخَالِي عَنِ الآفَاتِ
يَا مُحْيِي أَحْيِ الرُّوحَ بِالأَوْرَادِ * وعُدَّهَا مِنْ جُمْلَةِ الْوُرّادِ
أَمِتْ جُنُودَ النَّفْسِ يَا مُمِيتُ * وأَحْيِنِي بِالذِّكْرِ مَا بَقِيتُ
يَا حَيُّ أَحْيِ جُمْلَةَ الأَعْمَالِ * بِرُوحِهَا يَا ذَا الْجَنَابِ الْعَالِي
قَيُّومُ قَوِّمْنَا بِلاَ اعْوِجَاجِ * وخُذْ عِنَانَ الْقَلْبِ بِانْزِعَاجِ
يَا واجِدٌ أَغْنِ الْفُؤَادَ الْعَانِي * ورَقِّهِ عَنْ مَشْهَدِ الأَكْوَانِ
يَا ماجِدٌ يَا ذَا الْجَنَابِ السّامِي * أَشْرِقْ عَلَيْنَا أَشْمُسَ الإكْرَامِ
يَا واحِدٌ أَبْلِجْ سَنَا شُهُودِي * وزُجَّ بِي فِي وَحْدَةِ الْوُجُودِ
يَا صَمَدُ اقْضِ كُلَّ مَا نَهْوَاهُ * وبَلِّغِ الْمَلْهُوفَ مُشْتَهَاهُ
يَا قادرُ أَقْدِرْنَا عَلَى الأَهْوَالِ * وارْعَ الْحَشَا مِنْ سَطْوَةِ الأَحْوَالِ
يَا مُقْتَدِرٌ أَبْلِجْ لَنَا الطَّرِيقَة * وقَوِّنَا بِالشَّرْعِ والْحَقِيقَة
أَنْتَ الْمُقَدِّمُ قَدِّمَنْ أَحْبَابِي * واحْفَظْهُمُ مِنْ سائِرِ الأَوْصَابِ
مُؤَخِّرٌ أَخِّرْ مُرِيدَ الدّاءِ * واجْعَلْ حُمَيَّا قُرْبِكُمْ دَوَائِي
يَا أَوَّلُ جُدْ بِالشُّهُودِ الأَوَّلِ * واخْتِمْ لِرُوحِي بِالْمَقَامِ الأَكْمَلِ
يَا آخِرٌ أَتْمِمْ سَنَا إيمَانِي * وخُذْ غُيُومَ الْغَيْرِ عَنْ جَنَانِي
يَا ظاهِراً بِالصُّنْعِ يَا مَوْلاَنَا * اجْعَلْ طَرِيقَ الْحَقِّ مُقْتَفَانَا
يَا باطِناً بِالْكُنْهِ كُنْ نَصِيرَا * واجْعَلْ فَسِيحَ الْقَلْبِ مُسْتَنِيرَا
يَا وَالِي أَوْلِ قَلْبَنَا إحْرَاقَا * واجْمَعْ لَنَا الأَحْوَالَ والأَذْوَاقَ
مُتَعَالِياً فاجْعَلْ سُلُوكِي نامِي * وانْفَعْ بِنَا وصَحِّحَنْ مَرَامِي
يَا بَرُّ جُدْ بِالْوَصْلِ لِلأَرْوَاحِ * واعْطِفْ بِهِ وتَمِّمَنْ أَفْرَاحِي
تَوّابُ فارْزُقْنِي حَشاً تَوّابَا * واجْعَلْ فُؤَادِي صافِياً أَوّابَا
يَا مُنْتَقِمٌ خُذْ مَجْمَعَ الأَعْدَاءِ * واحْفَظْ حِمَانَا مِنْ عُضَالِ الدّاءِ
عَفُوُّ فاعْفُ عَنْ فُؤَادِ الْجَانِي * وصَفِّهِ مِنْ سائِرِ الأَدْرَانِ
رَؤُوفُ فارْأَفْ بِي وزِدْ خُضُوعِي * ومَالِكَ الْمُلْكِ أَضِئْ شُمُوعِي
يَا ذَا الْجَلاَلِ أَشْهِدَنْ جَنَانِي * جَلاَلَكَ الذّاتِيَّ فِي الأَكْوَانِ
يَا مُقْسِطٌ أَشْرِقْ بِكُمْ أَضْوَائِي * يَا جامِعٌ فاجْمَعْ بِكُمْ أَهْوَائِي
أَنْتَ الْغَنِيُّ أَغْنِيَنْ فُؤَادِي * بِحُبِّكَ الأَسْنَى عَلَى التَّمَادِي
يَا مُغْنِيَ الْعُشّاِق بِالتَّلاَقِي * أَعْظِمْ هُيَامِي فِيكَ واشْتِيَاقِي
يَا مانِعُ امْنَعْ أَعْيُنَ الْفُؤَادِ * عَنْ رُؤْيَةِ الأَغْيَارِ بِاعْتِمَادِ
يَا ضارُّ ضُرَّ النَّفْسَ والشَّيْطَانَ * وانْصُرْ جُيُوشَ الرُّوحِ يَا مَوْلاَنَا
يَا نافِعُ انْفَعْنَا بِسِرِّ الأَصْلِ * يَا نُورُ نَوِّرْ جَمْعَنَا بِالْوَصْلِ
يَا هادِياً قَلْبَ الْكَئِيبِ اللاّجِي * حَقِّقْ بِعَذْبِ وَصْلِكَ ابْتِهَاجِي
بَدِيعُ فامْنَحْ مَعْدِنَ الشُّهُودِ * مَا لاَ تَرَاهُ الْعَيْنُ يَا ذَا الْجُودِ
يَا باقِياً أَبْقِ الشُّمُوسَ اللاّتِي * تَبْدُو لَنَا مِنْ سائِر الْجِهَاتِ
يَا وارِثُ أَوْرِثْنِي حَشاً مَأْنُوسَا * واجْعَلْ هَوَاكُمْ فِي الْحِجَا مَغْرُوسَا
رَشِيدُ أَرْشِدْ جَمْعَنَا بِالْحُبِّ * واسْقِهِ الأَسْرَارَ يَا ذَا الْقُرْبِ
صَبُّورُ صَبِّرْنَا عَلَى الأَشْوَاقِ * واجْعَلْ حَشَانَا مَعْدِنَ الإشْرَاقِ
بِجُمْلَةِ الأَسْمَا أَجِبْ سُؤَالِي * وانْفِ السِّوَى يَا رَبَّنَا عَنْ بالِي
وأَفْنِنَا عَنْ جُمْلَةِ الأَكْوَانِ * وأَبْقِنَا فِي الْمَشْهَدِ الإحْسَانِي
ومَتِّعِ الأَرْوَاحَ بِالشُّهُودِ * وخُذْ عِنَانَ السِّرِّ لِلْمَعْبُودِ
وسِرْ بِنَا فِي الْمَنْهَجِ الصِّدِّيقِي * وزُجَّنَا فِي أَبْحُرِ التَّحْقِيقِ
وضَاعِفِ اللَّذّاتِ لِلأَرْوَاحِ * واكْسُ حَشَانَا حُلَّةَ الْفَتّاحِ
واجْعَلْ مَعَانِي وَصْلِكُمْ أَفْيَائِي * وقَوِّنَا بِالْجَمْعِ والْبَقَاءِ
واعْطِفْ عَلَيْنَا بِالتَّجَلِّي الذّاتِي * وهَنِّنَا بِأَعْظَمِ اللَّذّاتِ
وفَرِّغِ الأَلْبَابَ لِلْمَحْبُوبِ * ورَوِّقِ الْمَشْرُوبَ لِلْقُلُوبِ
وانْظُرْ لِهَذَا الْجَمْعِ يَا مَوْلاَنَا * واجْعَلْ لَهُ نَهْجَ الرِّضَا دَيْدَانَا
وصَلِّ يَا ذَا الْجُودِ والإرْفَاقِ * عَلَى النَّبِيِّ بَهْجَةِ الْعُشّاقِ
وآلِهِ وصَحْبِهِ الأَعْيَانِ * مَا مَزَّقَ الشَّوْقُ حِجَابَ الرّانِ