سيدي سلامة الراضي

ورد التطهير والصلح مع الله تعالى لسيدي سلامة الراضي

سيدي سلامة بن حسن الراضي الحسني الحسيني (ت. 1939م)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

بِسْمِ اللَّهِ ، وَحَسْبُنَا اللَّهُ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّه .. فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّه .. يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ والْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلاَلِ والْإكْرَامِ .. يَا مالِكَ يَوْمِ الدِّينِ إيّاكَ نَعْبُدُ وَإيّاكَ نَسْتَعِين .. كٓهيعٓصٓ .. حمٓ عٓسٓقٓ .. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّالِمِين .. انْقَطَعَتْ آمَالُنَا – وَعِزَّتِكَ – إلاَّ مِنْكَ ، وَخَابَ رَجَاؤُنَا – وَحَقِّكَ – إلاَّ فِيكَ ، يَا اللَّهُ يَا فَعّالُ يَا قَدِير .. سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيم .

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَمِنَ اللَّهِ وَإلَى اللَّه .. وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُون .. حَسْبِيَ اللَّهُ ، آمَنْتُ بِاللَّهِ ، رَضِيتُ بِاللَّهِ ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ، لاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّهِ .. يَا اللَّهُ يَا نُورُ يَا حَقُّ يَا مُبِينُ افْتَحْ قَلْبِي لِنُورِكَ ، وَعَلِّمْنِي مِنْ عِلْمِكَ ، واحْفَظْنِي بِحِفْظِكَ ، وَأَسْمِعْنِي مِنْكَ ، وَفَهِّمْنِي عَنْكَ ، وَبَصِّرْنِي بِكَ ، وَسَبِّبْ لِي سَبَباً مِنْ فَضْلِكَ تُغْنِينِي بِهِ مِنَ الْفَقْرِ وَتُعِزُّنِي بِهِ مِنَ الذُّلِّ وَتُصْلِحُ لِي بِهِ الدُّنْيَا والْآخِرَةَ وَتُوَصِّلُنِي بِهِ إلَى النَّظَرِ إلَى وَجْهِكَ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ ؛ إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يَا نِعْمَ الْمَوْلَى وَيَا نِعْمَ النَّصِيرُ .

ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا ، وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا ، وانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين .. رَبَّنَا ءَامَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشّاهِدِين ..

اللَّهُمَّ امْحُ مِنْ قَلْبِي مَحَبَّةَ غَيْرِكَ ، واحْفَظْ جَوَارِحِي مِنْ مُخَالَفَةِ أَمْرِكَ ، واكْفِنِي كُلَّ غَفْلَةٍ وَشَهْوَةٍ وَمَعْصِيَةٍ ، واكْفِنِي هَمَّ الرِّزْقِ وَخَوْفَ الْخَلْقِ ، واسْلُكْ بِي سَبِيلَ الصِّدْقِ ، وانْصُرْنِي بِالْحَقِّ ، وَأَحْيِنِي بِرُوحٍ مِنْكَ ، وَأَقِمْنِي لِشُهُودِكَ ، وَعَرِّفْنِي الطَّرِيقَ إلَيْكَ ، وَهَوِّنْهَا عَلَيَّ بِفَضْلِكَ ، واذْكُرْنِي وَذَكِّرْنِي ، وَتُبْ عَلَيَّ واغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً أَنْسَى بِهَا كُلَّ شَيْءٍ سِوَاكَ ، وَهَبْ لِي تَقْوَاكَ ، واجْعَلْنِي مِمَّنْ يُحِبُّكَ وَيَخْشَاكَ .

اللَّهُمَّ احْفَظْنِي وَنَوِّرْ قَلْبِي بِنُورِ عِلْمِكَ ، وَأَسْعِدْنِي وارْحَمْنِي ، وَأَمِّنِّي بِكَ مِنْ كُلِّ خَوْفٍ فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ حَتَّى لاَ أَخَافَ إلاَّ أَنْتَ ، واجْعَلْنِي فِي جِوَارِكَ ، واصْبُبْ عَلَيْنَا مِنَ الْخَيْرِ أَكْمَلَهُ وَأَجْمَلَهُ ، واصْرِفْ عَنَّا مِنَ الشَّرِّ أَكْبَرَهُ وَأَصْغَرَهُ .

اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ الْخَوْفَ مِنْكَ والرَّجَاءَ فِيكَ والْمَحَبَّةَ لَكَ والشَّوْقَ إلَيْكَ والْأُنْسَ بِكَ والرِّضَا عَنْكَ والطّاعَةَ لِأَمْرِكَ عَلَى بِسَاطِ مُشَاهَدَتِكَ ناظِرِينَ مِنْكَ وَإلَيْكَ وَنَاطِقِينَ بِكَ عَنْكَ .

اللَّهُمَّ اجْمَعْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الصِّدْقِ والْخُشُوعِ ، وَخُصَّنَا مِنْكَ بِالْمَحَبَّةِ والاِصْطِفَاءِ والتَّخْصِيصِ ، وَآتِنَا الْعِلْمَ اللَّدُنِّيَّ والْعَمَلَ الصّالِحَ والرِّزْقَ الْهَيِّنَ الَّذِي لاَ حِجَابَ بِهِ عَلَى بِسَاطِ التَّوْحِيدِ والشَّرْعِ ، وَأَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ ، وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ، واجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً .

اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الرُّشْدَ واهْدِنِي إلَيْهِ ، وَأَرِنِي سَبِيلَ الْغَيِّ وَجَنِّبْنِي إيّاهُ ، وَأَصْحِبْنِي مِنْكَ الْحَقَّ والنُّورَ والْحُكْمَ والْعَقْلَ والْبَيَانَ ، واحْرُسْنِي بِنُورِكَ ، وَسَخِّرْ لِيَ أَمْرَ هَذَا الرِّزْقِ ، واعْصِمْنِي مِنَ الْخَلْقِ والْحِرْصِ والتَّعَبِ فِي طَلَبِهِ ، وَمِنْ شَغْلِ الْقَلْبِ وَتَعَلُّقِ الْهَمِّ والنَّفْسِ بِهِ ، وَمِنَ الذُّلِّ لِلْخَلْقِ بِسَبَبِهِ ، وَمِنَ التَّفَكُّرِ والتَّدَبُّرِ فِي تَحْصِيلِهِ ، وَمِنَ الشُّحِّ والْبُخْلِ بَعْدَ حُصُولِهِ ، واجْعَلْهُ اللَّهُمَّ سَبَباً لِإقَامَةِ الْعُبُودِيَّةِ وَمُشَاهَدَةِ أَحْكَامِ الرُّبُوبِيَّةِ .

يَا اللَّهُ يَا جَمِيلُ يَا جَلِيلُ يَا وَهّابُ تَوَلَّ أَمْرِي بِذَاتِكَ ، وَلاَ تَكِلْنِي إلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ وَلاَ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ ، وامْنَعْنِي مِنْ كُلِّ عَدُوٍّ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ يَشْغَلُنِي عَنْكَ ، وَهَبْ لِي لِسَاناً لاَ يَفْتَرُ عَنْ ذِكْرِكَ ، وَقَلْباً يَسْمَعُ بِالْحَقِّ مِنْكَ ، وَرُوحاً يُكْرَمُ بِالنَّظَرِ إلَى وَجْهِكَ ، وَسِرّاً مُمَتَّعاً بِحَقَائِقِ قُرْبِكَ ، وَعَقْلاً خامِداً لِجَلاَلِ عَظَمَتِكَ ، وَزَيِّنْ مَا ظَهَرَ وَمَا بَطَنَ مِنِّي بِأَنْوَاعِ طَاعَتِكَ ، واجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ بَيْنَ عِبَادِكَ ، واجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّتِكَ ، وَنَجِّنِي مِنَ النّارِ بِعَفْوِكَ ، وارْفَعِ الْحِجَابَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنِكَ ، وَأَرِنِي وَجْهَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، واجْعَلْهُ يَا رَبِّ رُوحاً لِذَاتِي مِنْ جَمِيعِ الْوُجُوهِ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْآخِرَةِ .. يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا قُدُّوسُ يَا فَتّاحُ اجْعَلْ مَقَامِي دائِماً بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَوَسِّعْ صُدُورَنَا بِمَعْرِفَتِكَ عِنْدَ مُلاَقَاةِ أَعْدَائِكَ ، واصْرِفْ عَنَّا كَيْدَ مَنْ سَخِطْتَ عَلَيْهِ ، وامْلَأْ قَلْبِي بِعَظَمَتِكَ ، واسْمَعْ نِدَائِي ، واقْطَعْ حِجَابِي حَتَّى أَصِلَ إلَيْكَ ، واجْذِبْنِي جَذْبَةً حَتَّى لاَ أَصِلَ بَعْدَهَا إلَى غَيْرِكَ ، وَأَشْهِدْنِي كَرَمَكَ عَلَى بِسَاطِ رَحْمَتِكَ ، وَرَضِّنِي بِقَضَائِكَ ، وَصَبِّرْنِي عَلَى طاعَتِكَ ، وَأَوْزِعْنِي شُكْرَ نِعْمَتِكَ ، وَغَطِّنِي بِرِدَاءِ عافِيَتِكَ ، وامْنُنْ عَلَيَّ بِالْفَهْمِ عَنْكَ .

اللَّهُمَّ أَجِرْنَا مِنَ الْجَهْلِ ، واعْصِمْنَا مِنَ الْكُفْرِ ، وارْحَمْنَا بِالنَّعِيمِ الْأَكْبَرِ والْمَزِيدِ الْأَفْضَلِ والنُّورِ الْأَكْمَلِ ، وَغَيِّبْنَا وَغَيِّبْ عَنّا كُلَّ شَيْءٍ وَأَشْهِدْنَا إيّاكَ .. يَا اللَّهُ يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيمُ يَا جَوَادُ يَا كَرِيمُ أَحِلَّنَا حِمَى لُطْفِكَ وَأَنْزِلْنَا جَنَّةَ رَحْمَتِكَ ، وَأَجْلِسْنَا فِي مَقَامِ مَحَبَّتِكَ ، وَأَذِقْنَا مِنْ مَوَائِدِ كَرَمِكَ ، واسْقِنَا مِنْ مَوَارِدِ وارِدِ وَفَائِكَ ، واكْسُنَا حُلَلَ صِدْقِ الْعُبُودِيَّةِ لَكَ ، وافْتُقْ رَتْقَنَا بِنُورِ مَعْرِفَتِكَ ، وَعَمِّرْ أَرْوَاحَنَا بِأَرْوَاحِ حَضْرَةِ قُدْسِكَ ، وامْلَأْ أَسْمَاعَنَا بِلَذِيذِ خِطَابِكَ ، وَقُلُوبَنَا بِشُهُودِ جَمَالِكَ ، وَأَشْغِلْ أَلْسِنَتَنَا بِذِكْرِكَ ، وَغُضَّ أَبْصَارَنَا عَنْ مُشَاهَدَةِ غَيْرِكَ ، وَأَقْصِرْ أَرْجُلَنَا عَنِ السَّعْيِ إلَى غَيْرِ طاعَتِكَ ، واقْطَعْ عَنَّا كُلَّ قاطِعٍ يَقْطَعُنَا عَنْكَ ، وَلاَ تَقْطَعْنَا عَنْكَ ، وَلاَ تُشْغِلْنَا بِغَيْرِكَ .. يَا اللَّهُ يَا واحِدُ يَا أَحَدُ يَا جَوَادُ جُدْ عَلَيْنَا بِفَضْلِكَ ، وانْشُرْ عَلَيْنَا لِوَاءَ عِزِّكَ ، وأَدْخِلْنَا فِي ظِلِّ سُرَادِقَاتِ حِفْظِكَ ، واجْعَلْ قُلُوبَنَا مُطْمَئِنَّةً بِذِكْرِكَ ، وَأَنْفُسَنَا مُطِيعَةً لِأَمْرِكَ ، وَعُقُولَنَا مُسْتَرْشِدَةً بِعِلْمِكَ ، وَأَسْعِفْنَا مِنْكَ ، وَفَهِّمْنَا عَنْكَ ، وَبَصِّرْنَا فِي آلاَئِكَ ، وَحُفَّنَا بِأَلْطَافِكَ ، وَأَدْرِكْنَا بِبَاهِرِ إسْعَافِكَ ، واحْمِنَا بِحِمَايَتِكَ ، واكْلَأْنَا بِرِعَايَتِكَ ، واطْمِسْ عَلَى وُجُوهِ أَعْدَائِنَا بِسَطْوَةِ جَبْرِكَ ، واقْسِمْهُمْ بِسَيْفِ قَهْرِكَ فَلاَ يَرَوْنَ وَلاَ يُبْصِرُونَ وَلاَ يَتَحَرَّكُونَ ، مَمْسُوخِينَ خائِبِينَ مُطْرِقِينَ مِنْ هَيْبَتِكَ .. يَا سَرِيعُ يَا جَبّارُ يَا مُنْتَقِمُ يَا قَهّارُ يَا عَظِيمُ يَا أَعْظَمُ يَا شَدِيدَ الْبَطْشِ الَّذِي لاَ يُطَاقُ انْتِقَامُهُ .. اللَّهُ أَكْبَرُ .

اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَبَصِيرِي ، بِكَ أَصُولُ وَبِكَ أَجُولُ وَبِكَ أُقَاتِلُ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِكَ .

اللَّهُمَّ الْطُفْ بِي فِي تَيْسِيرِ كُلِّ عَسِيرٍ ؛ فَإنَّ تَيْسِيرَ كُلِّ عَسِيرٍ عَلَيْكَ يَسِيرٌ ، وَأَسْأَلُكَ الْيُسْرَ والْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ .

اللَّهُمَّ إنِّي أُنْزِلُ بِكَ مَا أَهَمَّنِي مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا والْآخِرَةِ .

اللَّهُمَّ يَا مُسَهِّلَ الشَّدِيدِ وَيَا مُنْجِزَ الْوَعِيدِ وَيَا مُلَيِّنَ الْحَدِيدِ وَيَا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أَخْرِجْنِي مِنْ حِلَقِ الْمَضِيقِ إلَى أَوْسَعِ طَرِيقٍ ، وَبِكَ أَدْفَعُ مَا لاَ أُطِيقُ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ .

اللَّهُمَّ أَلْقِ عَلَيَّ مَحَبَّةً مُوسَوِيَّةً وَخُلَّةً إبْرَاهِيمِيَّةً وَحُلَّةً يُوسُفِيَّةً وَبَهْجَةً مُحَمَّدِيَّةً ؛ حَتَّى تَنْقَادَ إلَيَّ النُّفُوسُ والْأَرْوَاحُ بِبَهْجَاتِ الْمَحَبَّةِ والْوِدَادِ والرُّشْدِ والرَّشَادِ ؛ فَإنَّكَ الْمُحِبُّ والْمَحْبُوبُ والطّالِبُ والْمَطْلُوبُ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ .. أَقِمْنِي لَكَ فِي كُلِّ شَانٍ ، وَأَشْهِدْنِي لُطْفِكَ فِي كُلِّ قاصٍ وَدَانٍ ، وَأَلْبِسْنِي خِلَعَ الْكَمَالِ ، وَتَوِّجْنِي بِالْجَلاَلِ والْجَمَالِ ؛ فَلاَ يَقَعُ عَلَيَّ بَصَرُ جَبّارٍ عَنِيدٍ وَلاَ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ إلاَّ انْصَرَفَ خائِباً ذَلِيلاً وانْقَلَبَ خاسِئاً كَلِيلاً .. شَاهَت الْوُجُوهُ [ ثلاثاً ] .. وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَىِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً .. بِسْمِ اللَّهِ ، تَحَصَّنْتُ بِاللَّهِ ، واعْتَصَمْتُ بِجَبَرُوتِ اللَّهِ ، واكْتَنَفْتُ بِكَنَفِ اللَّهِ الْقَوِيِّ الشّامِلِ ، وَرَمَيْتُ مَنْ بَغَى عَلَيَّ بِسَهْمِهِ الشَّدِيدِ ، كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِى إِنَّ اللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ .. بِـ:كٓهيعٓصٓ كُفِيتُ.. بِـ: حمٓ عٓسٓقٓ حُمِيتُ .. فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم .. وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِىَ إلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم .

اللَّهُمَّ رَبِّي أَسْأَلُكَ الصِّدْقَ والْوَفَاءَ والْحُبَّ والرِّضَا والصَّفَاءَ ، وَخَلِّصْنِي مِنْ قَيْدِ الشَّهْوَةِ والْغَفْلَةِ ، وَأَشْرِقْ عَلَيَّ مِنْ أَنْوَارِ قُدْسِكَ مَا تُطَهِّرُنِي بِهِ مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ ، وَقَرِّبْنِي إلَيْكَ ، وَغَيِّبْنِي بِقُرْبِكَ عَنْ قُرْبِي ، وامْحَقْنِي تَحْتَ أَنْوَارِ أَسْمَائِكَ وَصِفَاتِكَ حَتَّى أَتَحَقَّقَ بِأَوْصَافِي ؛ مُسْتَهْلَكاً فِيكَ سائِرِي فَأَكُونَ مِرْآةَ اجْتِلاَءِ قَهْرِ جَلاَلِكَ وَأَنْوَارِ جَمَالِكَ حَتَّى لاَ أَشْهَدَ إلاَّ إيّاكَ بَعْدَ الْبَقَاءِ بِكَ ، وَأَقِمْنِي فِي كُلِّ ذَلِكَ لَكَ بِآدَابِ الْعُبُودِيَّةِ عَلَى صِرَاطِكَ السَّوِيِّ وَشَرْعِكَ الْمُحَمَّدِيِّ .

اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ كَشْفاً صَرِيحاً وَذَوْقاً صَحِيحاً ، وَأَرِنَا الْأَشْيَاءَ كَمَا هِيَ فِي غَيْرِ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ وَلاَ وُقُوفٍ مَعَ الْمُكَوَّنَاتِ وَلاَ اغْتِرَارٍ بِظَوَاهِرِهَا ، وَوَفِّقْنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى .

اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَمِنْ شَرِّ غَيْرِي ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِنِّي وَمِنْ كُلِّ بَقِيَّةٍ تُبْعِدُ وَتُدْنِي ، وَأَسْأَلُكَ زَوَالِي عَنِّي ، واجْمَعْ شَمْلِي بِاسْتِهْلاَكِي فِيكَ ، وَلاَ تَجْعَلْنِي مَفْتُوناً بِنَفْسِي مَحْجُوباً بِحِسِّي ، واكْشِفْ لِي عَنْ كُلِّ سِرٍّ مَكْتُومٍ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ .

اللَّهُمَّ سَهِّلْ لَنَا مَنَاهِجَ الْقَبُولِ ، وَأَتْحِفْنَا بِالْجَذْبِ والْقُرْبِ والْوُصُولِ ، وَانْظِمْنَا فِي سِلْكِ أَحْبَابِكَ ، واخْتِمْ لَنَا بِالسَّعَادَةِ الَّتِي خَتَمْتَ بِهَا لِأَوْلِيَائِكَ ، وانْصُرْنَا بِالْيَقِينِ ، وَأَكْمِلْ لَنَا الدِّينَ ؛ وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ؛ وَأَلْحِقْنَا بِالصّالِحِينَ ، وارْزُقْنَا اتِّبَاعَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ الْمُصْطَفَى وَرَسُولِكَ الْمُرْتَضَى ، واحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ وَتَحْتَ لِوَائِهِ ، وَمَتِّعْنَا بِالنَّظَرِ إلَى وَجْهِكَ الْكَرِيمِ فِي دارِ النَّعِيمِ مَعَ النَّبِيِّينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَدَاءِ والصّالِحِينَ ، وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً .. والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ كُلَّمَا ذَكَرَكَ الذّاكِرُونَ وَغَفَلَ عَنْ ذِكْرِهِ الْغَافِلُون .

 

زر الذهاب إلى الأعلى