الإمام أحمد الرفاعي

حزب الفتوح للإمام أحمد الرفاعي

أبو العلمين أحمد بن علي بن يحيى الحسيني الهاشمي (ت.578هـ)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حَضَرَ الْفُتُوحُ ، وَجَاءَ الْمَدَدُ وَأَقْبَلَ الإقْبَالُ بِحَلِّ الْعُقَدِ ، وانْفَلَقَ الدُّجَى وَجَلَي الظَّلاَمُ وَرُفِعَتِ الْأَعْلاَمُ ، وَصَحَّتِ النُّقُولُ وَرَكِبَتِ الْخُيُولُ ، وَذَهَبَ الْحَرَجُ وَجَاءَ الْفَرَجُ ..

بِسْمِ اللَّهِ ، فـُتِحَ بابُ اللَّهِ .. بِسْمِ اللَّهِ ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ .. بِسْمِ اللَّه ، وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّه.. بِسْمِ اللَّهِ ، حَسْبِيَ اللَّهُ .. بِسْمِ اللَّه ، قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّه .. بِسْمِ اللَّهِ ، مَا شاءَ اللَّه ، مَا كانَ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ .. بِسْمِ اللَّهِ ، مَا شاءَ اللَّهُ ، لاَ حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّه .

إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينـًا لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّه .. وَفُـتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابا .. ذَلِكَ فَضْلُ اللَّه .. إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوّابًا .

الْحَمْدُ لِلَّهِ مَوْلاَنَا أَقْبَلْنَا عَلَيْكَ بِذُنُوبٍ كِبَارٍ ، وَتَوَجَّهْنَا إِلَيْكَ مُتَجَرِّدِينَ مِنَ الْأَعْذَارِ .. عِلْمُكَ بِالْحَالِ يُغْنِي عَنِ السُّؤَالِ ، وَأَنْتَ قُلْتَ فِي كَلاَمِكَ الْقَدِيمِ الْمُنْزَلِ عَلَى نَبِيِّكَ الْكَرِيم {ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُم} ؛ فَهَا نَحْنُ واقِفُونَ بِبَابِ الْعَطَاءِ مَتَأَزِّرُونَ بِإزَارِ الرَّجَاءِ مُتَكَلِّمُونَ بِلِسَانِ الدُّعَاءِ .. يَا مَنْ لَكَ الْأَرْضُ والسَّمَاءُ وَمَآلُ الْكُلِّ الْفَنَاءُ وَلَكَ الْبَقَاءُ سُبْحَانَكَ أَنْتَ الرَّؤُوفُ مَوْلاَنَا وَرَبَّنَا وَخَالِقَنَا .. هِمَّتُنَا مَعَ عَظَمَتِكَ لَشَيْءٌ حَقِيرٌ ، وَذَنْبُنَا مَعَ كَرَمِكَ لاَ يُعَدُّ شَيْئاً وَإنْ كانَ كَبِيراً ، وَخَطَأُنَا مَعَ عَفْوِكَ عُشْرٌ مِنْ فَتِيلٍ ، وَذُلُّنَا مَعَ رَأْفَتِكَ مَآلُهُ الْعِزُّ والتَّبْجِيلُ ..

يَا مُفَتِّحَ الْأَبْوَابِ يَا مُلْهِمَ الصَّوَابِ يَا مُؤْنِسَ الْأَحْبَابِ يَا مُوصِلَ الطُّلاّبِ يَا مُسَبِّبَ الْأَسْبَابِ يَا مُسَهِّلَ الْأُمُورِ الصِّعَابِ .. يَا رَحِيمُ يَا رَحْمَنُ يَا كَرِيمُ يَا دَيّانُ يَا حَنّانُ يَا مَنّانُ .. أَسْأَلُكَ بِحَقِيقَةِ سِرِّ مَعْنَى اسْمِكَ الْفَتّاحِ أَنْ تَفْتَحَ لَنَا باباً مِنْ فُتُوحَاتِكَ السُّبْحَانِيَّةِ وَمَدْخَلاً مِنْ مَدَاخِلِ إنْعَامَاتِكَ الرَّبّانِيَّةِ ؛ لِنَشْتَغِلَ بِكَ عَنْ غَيْرِكَ ، وَنَتَخَلَّصَ بِبَرَكَةِ هَذَا الْفَتْحِ الرَّحْمَانِيِّ مِنْ عَلاَقَةِ الْقَلَقِ النَّفْسَانِيِّ ، وَنَكُونَ مِمَّنْ سَبَقَتْ لَهُمُ الْحُسْنَى ، وَنَطَّلِعَ عَلَى أَسْرَارِ أَسْمَائِكَ الْحُسْنَى ، وَنُشَاهِدَ بِكَ مَا كانَ وَمَا يَكُونُ ، وَنَفْهَمَ بِسِرِّكَ حَقِيقَةَ نٓ والْكَافِ والنُّونِ ، وَنَكُونَ بِكَ وَمَعَكَ وَلَكَ وَمِنْكَ وَإلَيْكَ مِنْ غَيْرٍ لَهْوٍ وَلاَ خَلَلٍ وَلاَ الْتِفَاتٍ وَلاَ كَسَلٍ وَلاَ انْحِرَافٍ وَلاَ مَلَلٍ ، مَعَ الرّاحَةِ لِلْأَجْسَامِ الضَّعِيفَةِ والْقُلُوبِ الْمَلْهُوفَةِ .

شَدَّتِ النَّفْسُ عَلَيْنَا وَثَاقَهَا وَضَيَّقَتْ خِنَاقَهَا ، وَمَا لَنَا مَلْجَأٌ إلاَّ أَنْتَ وَلاَ مُعَتَمَدٌ إلاَّ إيّاكَ ، فَبِحَقِّ حُبِّكَ لِمُحَمَّدٍ وَبِحَقِّهِ عَلَيْكَ وَبِحُرْمَتِهِ عِنْدَكَ وَبِحُرْمَةِ الْأَنْبِيَاءِ والْمُرْسَلِينَ والْأَوْلِيَاءِ الصّالِحِينَ والْعُلَمَاءِ الْعَامِلِينَ وَأُمُّةِ مُحَمَّدٍ الْمَقْبُولِينَ وَأَحْبَابِكَ الْمُقَرَّبِينَ ، وَبِحُرْمَةِ طه وطسٓ وحمٓ عٓسٓقٓ ويسٓ وكٓهيعٓصٓ والٓمٓ والٓرٓ وطسٓمٓ وبراءة وحمٓ ، وَبِسِرِّ كَلاَمِكَ الْقَدِيمِ ، وَبِمَدَدِ اسْمِكَ الْعَظِيمِ ؛ نَسْأَلُكَ أَنْ تَحُلَّ وَثَاقَنَا ، وَأَنْ تُسَهِّلَ أَرْزَاقَنَا ، وَأَنْ تَكْتُبَنَا فِي دَفْتَرِ الْمَحْبُوبِينَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَدَاءِ والصّالِحِينَ ، واكْفِنَا هَمَّ الدُّنْيَا وَبَلاَءَ الْآخِرَةِ ، وَأَغْنِنَا عَنِ النّاسِ ، وَثبَـِّتْ سِرَّ الْإيمَانِ فِي قُلُوبِنَا بِلاَ زَيْغٍ وَلاَ انْحِرَافٍ وَلاَ شَكٍّ وَلاَ خِلاَفٍ ، وَعَلِّمْنَا مِنْ عُلُومِكَ اللَّدُنِّيَّةِ عِلْماً نَسْلَمُ بِهِ مِنْ دَسَائِسِ الشَّيْطَانِ ، وَنُقَادُ بِزِمَامِهِ لِمَنَازِلِ الْإحْسَانِ ، وَنَنْزِلُ بِبَرَكَتِهِ بِمَقَامَاتِ الْعِرْفَانِ ، وَنُكْفَى بِصِيَانَتِهِ أَذِيَّةَ الظُّلْمِ والْعُدْوَانِ ، وَنَأْمَنُ بِسِرِّهِ مِنْ غَضَبِ السُّلْطَانِ ، وَنُحْفَظُ بِعِنَايَتِهِ مِنْ خِيَانَةِ أَهْلِ الزَّمَانِ ، وَنُحْشَرُ بِبَرَكَةِ مَدَدِهِ مَعَ أَهْلِ الإيمَانِ ، وَنَدْخُلُ بِسَبَبِ حَقِيقَتِهِ بِلاَ حِسَابٍ لِلْجِنَانِ ، وَنَتَزَوَّجُ بِلَطَافَةِ بَهْجَتِهِ مِنَ الْحُورِ الْحِسَانِ ، وَنَسْتَخْدِمُ بِدِقَّةِ مَدَدِهِ الْوِلْدَانَ ، وَنَكُونُ بِطَلْعَةِ نُورِهِ بِجِوَارِ إبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ نَحْنُ وَبَاقِي الْإخْوَانِ وَأَهْلُنَا وَجِيرَانُنَا .

تَقَبَّلِ اللَّهُمَّ رَجَاءَنَا واسْتَجِبْ دُعَاءَنَا ، وَلاَ تَرُدَّنَا بَعْدَ الدُّعَاءِ مَطْرُودِينَ وَلاَ بَعْدَ الرَّجَاءِ خائِبِينَ ، وَأَدْخِلْنَا فِي بابِ الْقَبُولِ ، وَأَوْصِلْنَا بِحَبْلِ الْوُصُولِ ، وَأَكْرِمْنَا بِالْخَيْرِ والْإيمَانِ والْبَرَكَةِ والْإحْسَانِ ، واهْدِنَا هِدَايَةَ أَهْلِ الْعِرْفَانِ ، واغْفِرْ لَنَا وَلِإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإيمَانِ ، واغْفِرْ لِكُلِّ الْمُسْلِمِينَ والْمُسْلِمَاتِ والْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِنَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ والْأَمْوَاتِ

وَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى حَبِيبِكَ الْأَكْرَمِ وَنَبِيِّكَ الْأَعْظَمِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطّاهِرِينَ والتّابِعِينَ لَهُمْ بِإحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّين .

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين .

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى