سيدي عبد القادر الجيلاني

ورد الفاتحة الشريفة للإمام عبد القادر الجيلاني

سيدي عبد القادر بن موسى بن عبد الله الحسني، أبو محمد، محيي الدين الجيلاني (ت. 561 هـ)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين} مُنَوِّرِ أَبْصَارِ الْعَارِفِينَ بِنُورَ الْمَعْرِفَةِ والْيَقِينِ ، وَجَاذِبِ أَزِمَّةِ أَسْرَارِ الْمُحَقِّقِينَ بِجَذَبَاتِ الْقُرْبِ والتَّمْكِينِ ، فاتِحِ أَقْفَالِ قُلُوبِ الْمُوَحِّدِينَ بِفَاتِحةِ التَّوْحِيدِ والْفَتْحِ الْمُبِينِ ، الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإنْسَانِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِين .

{الرَّحْمَـنِ الرَّحِيم} الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ الأَوَّلِ الْقَدِيمِ ، خاطَبَ مُوسَى الْكَلِيمَ بِخِطَابِ التَّكْرِيمِ ، وَشَرَّفَ نَبِيَّهُ الْكَرِيمَ بِالنَّصِّ الشَّرِيف {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِى وَالْقُرْءَانَ الْعَظِيم} .

{مَالِكِ يَوْمِ الدِّين} قاهِر الْجَبَابِرةِ والْمُتَمَرِّدِينَ ، وَمُبِيدِ الطُّغَاةِ الْجَاحِدِين .. {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين} .

فَيَا مَنْ لاَ شَريِكَ لَهُ وَلَا مُعِين {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين} مُعْتَرِفِينَ بِالْعَجْزِ عَنِ الْقِيَامِ بِحَقِّك فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِينٍ.

يَا باعِثَ الرِّيحِ الْعَقِيمِ يَا مُحْيِيَ الْعِظَامِ وَهِيَ رَمِيم {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم} صِراطَ أَهْلِ الإخْلاَصِ والتَّسْليِم {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِم} صِرَاطَ الَّذِينَ تَسَلَّوْا بِالْهُدَى وَفَرِحُوا بِمَا لَدَيْهِم {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم} هَبْنَا اللَّهُمَّ مِنْكَ مَوَاجِبَ الصِّدِّيقِينَ ، وَأَشْهِدْنَا مَشَاهِدَ الشُّهَدَاءِ ، وَلاَ تَجْعَلْنَا ضَالِّينَ وَلاَ مُضِلِّينَ ، وَلاَ تَحْشُرْنَا فِي زُمْرَةِ الظّالِمِين {وَلاَ الضَّالِّين} آمِين .

اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذِهِ الْفَاتِحَةِ افْتَحْ لَنَا فَتْحاً قَرِيباً .

اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذِهِ الشّافِيَةِ اشْفِنَا مِنْ كُلِّ آفَةٍ وَعَاهَةٍ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ .

اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذِهِ الْكَافِيةِ اكْفِنَا مَا أَهَمَّنَا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا والآخِرَةِ ، وأَجْرِ تَعَلُّقَاتِي وَتَعَلُّقَاتِ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى أَجَلِّ عَوَائِدِكَ ، واشْفَعْ لَنَا بِنَفْسِكَ عِنْدَ نَفْسِكَ فِي الدُّنْيَا والآَخِرَةِ ؛ إذْ لاَ أَرْحَمَ بِنَا وَبِهِمْ مِنْكَ يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ .

وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً إلَى يَوْمِ الدِّينِ ، والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى