سيدي أبو المواهب الشاذلي

صلاة سيدي أبي المواهب الشاذلي

أبو المواهب محمد بن أحمد بن الحاج داود اليزليتني التونسي ثم القاهري المالكي الشاذلي المعروف بـ" ابن زَغْدَان " (ت. 820هـ)

بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَرْسَلَ إلَيْنَا فاتِحَ الدَّوْرَةِ الْكُلِّيَّةِ الرَّبّانِيَّةِ الإلَهِيَّةِ الْقُدْسِيَّةِ بِالْخَاتِمَةِ الْعَنْبَرِيَّةِ النَّدِيَّةِ الْمِسْكِيَّةِ الْخَاصَّةِ الْعَامَّةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ الْكَامِلَةِ الْمُكَمَّلَةِ الأَحْمَدِيَّةِ ..

اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى هَذِهِ الْحَضْرَةِ النَّبَوِيَّةِ الْهَادِيَةِ الْمَهْدِيَّةِ الرُّسُلِيَّةِ بِجَمِيعِ صَلَوَاتِكَ التَّامَّاتِ ؛ صَلاَةً تَسْتَغْرِقُ جَمِيعَ الْعُلُومِ بِالْمَعْلُومَاتِ ، بَلْ صَلاَةً لاَ نِهَايَةَ لَهَا فِي آمَادِهَا وَلاَ انْقِطَاعَ لإِمْدَادِهَا ، وَسَلِّمْ كَذَلِكَ عَلَى هَذَا النَّبِيِّ ..

يَا سَيِّدَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ الْمَقْصُودُ مِنَ الْوُجُودِ ، وَأَنْتَ سَيِّدُ كُلِّ والِدٍ وَمَوْلُودٍ ، وَأَنْتَ الْجَوْهَرَةُ الْيَتِيمَةُ الَّتِي دارَتْ عَلَيْهَا أَصْنَافُ الْمُكَوَّنَاتِ ، وَأَنْتَ النُّورُ الَّذِي مَلَأَ إشْرَاقُهُ الأَرْضِينَ والسَّمَاوَاتِ .. بَرَكَاتُكَ لاَ تُحْصَى ، وَمُعْجِزَاتُكَ لاَ يَحُدُّهَا الْعَدَدُ فَتُسْتَقْصَى .. الأَحْجَارُ والأَشْجَارُ سَلَّمَتْ عَلَيْكَ ، والْحَيَوَانَاتُ الصّامِتَةُ نَطَقَتْ بَيْنَ يَدَيْكَ ، والْمَاءُ تَفَجَّرَ وَجَرَى مِنْ بَيْنِ أُصْبُعَيْكَ ، والْجِذْعُ عِنْدَ فِرَاقِكَ حَنَّ إلَيْكَ ، والْبِئْرُ الْمَالِحَةُ حَلَتْ بِتَفْلَةٍ مِنْ بَيْنِ شَفَتَيْكَ .. بِبِعْثَتِكَ الْمُبَارَكَةِ أَمِنَّا الْمَسْخَ والْخَسْفَ والْعَذَابَ ، وَبِرَحْمَتِكَ الشّامِلَةِ شَمِلَتْنَا الأَلْطَافُ وَنَرْجُو رَفْعَ الْحِجَابِ ..

يَا طَهُورُ يَا مُطَهَّرُ يَا طاهِرُ .. يَا أَوَّلُ يَا آخِرُ يَا باطِنُ يَا ظاهِرُ .. شَرِيعَتُكَ مُقَدَّسَةٌ طاهِرَةٌ ، وَمُعْجِزَاتُكَ باهِرَةٌ ظاهِرَةٌ .. أَنْتَ الأَوَّلُ فِي النِّظَامِ والآخِرُ فِي الْخِتَامِ. والْبَاطِنُ بِالأَسْرَارِ والظّاهِرُ بِالأَنْوَارِ .. أَنْتَ جامِعُ الْفَضْلِ وَخَطِيبُ الْوَصْلِ وَإِمَامُ أَهْلِ الْكَمَالِ وَصَاحِبُ الْجَمَالِ والْجَلاَلِ والْمَخْصُوصُ بِالشَّفَاعَةِ الْعُظْمَى والْمَقَامِ الْمَحْمُودِ الْعَلِيِّ الأَسْمَى وَبِلِوَاءِ الْحَمْدِ الْمَعْقُودِ والْكَرَمِ والْفُتُوَّةِ والْجُودِ ..

فَيَا سَيِّداً سادَ الأَسْيَادَ ، وَيَا سَنَداً اسْتَنَدَ إلَيْهِ الْعِبَادُ .. عَبِيدُ مَوْلَوِيَّتِكَ الْعُصَاةُ يَتَوَسَّلُونَ بِكَ فِي غُفْرَانِ السَّيِّئَاتِ وَسَتْرِ الْعَوْرَاتِ وَقَضَاءِ الْحَاجَاتِ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا وَعِنْدَ انْقِضَاءِ الأَجَلِ وَبَعْدَ الْمَمَاتِ ..

يَا رَبَّنَا بِجَاهِهِ عِنْدَكَ تَقَبَّلْ مِنَّا الدَّعَوَاتِ ، وارْفَعْ لَنَا الدَّرَجَاتِ ، واقْضِ عَنَّا التَّبَعَاتِ ، وَأسْكِنَّا أَعْلَى الْجَنّاتِ ، وَأبِحْنَا النَّظَرَ إلَى وَجْهِكَ الْكَرِيمِ فِي حَضَرَاتِ الْمُشَاهَدَاتِ ، وَاجْعَلْنَا مَعَهُ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ أَهْلِ الْمُعْجِزَاتِ وَأَرْبَابِ الْكَرَامَاتِ ، وَهَبْ لَنَا الْعَفْوَ والْعَافِيَةَ مَعَ اللُّطْفِ فِي الْقَضَاءِ .. آمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ..

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .. مَا أَكْرَمَكَ عَلَى اللَّهِ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .. مَا خابَ مَنْ تَوَسَّلَ بِكَ إِلَى اللَّهِ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .. الأَمْلاَكُ تَشَفَّعَتْ بِكَ عِنْدَ اللَّهِ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .. الأَنْبِيَاءُ وَالرُّسُلُ مَمْدُودُونَ مِنْ مَدَدِكَ الَّذِي خُصِصْتَ بِهِ مِنَ اللَّهِ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .. الأَوْلِيَاءُ أَنْتَ الَّذِي والَيْتَهُمْ فِي عَالَمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ حَتَّى تَوَلاَّهُمُ اللَّهُ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .. مَنْ سَلَكَ فِي مَحَجَّتِكَ وَقَامَ بِحُجَّتِكَ أَيَّدَهُ اللَّهُ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .. الْمَخْذُولُ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ الاِقْتِدَاءِ بِكَ إِي وَاللَّهِ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .. مَنْ أطَاعَكَ فَقَدْ أطَاعَ اللَّهَ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ …. مَنْ عَصَاكَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ …. مَنْ أَتَى لِبَابِكَ مُتَوَسِّلاً قَبِلَهُ اللَّهُ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .. مَنْ حَطَّ رَحْلَ ذُنُوبِهِ فِي عَتَبَاتِكَ غَفَرَ لَهُ اللَّهُ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .. مَنْ دَخَلَ حَرَمَكَ خائِفاً أَمَّنَهُ اللَّهُ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .. مَنْ لاَذَ بِجَنَابِكَ وَعَلِقَ بِأَذْيَالِ جاهِكَ أَعَزَّهُ اللَّهُ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .. مَنْ أَمَّ لَكَ وَأَمَّلَكَ لَمْ يَخِبْ مِنْ فَضْلِكَ لاَ وَاللَّهِ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .. أَمَّلْنَا لِشَفَاعَتِكَ وَجِوَارِكَ عِنْدَ اللَّهِ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّه. تَوَسَّلْنَا بِكَ فِي الْقَبُولِ عَسَى وَلَعَلَّ نَكُونُ مِمَّنْ تَوَلاَّهُ اللَّه.

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .. بِكَ نَرْجُو بُلُوغَ الأَمَلِ وَلاَ نَخَافُ الْعَطَشَ حاشَا وَاللَّهِ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .. مُحِبُّوكَ مِنْ أُمَّتِكَ واقِفُونَ بِبَابِكَ يَا أَكْرَمَ خَلْقِ اللَّهِ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .. قَصَدْنَاكَ وَقَدْ فارَقْنَا سِوَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .. الْعَرَبُ يَحْمُونَ التَّنْزِيلَ وَيُجِيرُونَ الدَّخِيلَ وَأَنْتَ سَيِّدُ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .. قَدْ نَزَلْنَا بِحَيِّكَ وَاسْتَجَرْنَا بِجَنَابِكَ وَأَقْسَمْنَا بِحَيَاتِكَ عَلَى اللَّهِ .

أَنْتَ الْغِيَاثُ وَأَنْتَ الْمَلاَذُ ؛ فَأَغِثْنَا بِجَاهِكَ الْوَجِيهِ الَّذِي لاَ يَرُدُّهُ اللَّهُ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ.

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا دامَتْ دَيْمُومِيَّةُ اللَّهِ .

صَلاَةً وَسَلاَماً تَرْضَاهُمَا وَتَرْضَى بِهِمَا عَنَّا يَا سَيِّدَنَا يَا مَوْلاَنَا يَا اللَّهُ .

الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ والْمُرْسَلِينَ وَعَلَى سائِرِ الْمَلاَئِكَةِ أَجْمَعِينَ .

اللَّهُمَّ وارْضَ عَنْ ضَجِيعَيْ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَعَنْ عُثْمَانَ وَعَلِي وَعَنْ بَقِيَّةِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَتَابِعِ التَابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ .

السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّه وَبَرَكَاتُهُ [ 3 مرات ] .

وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .. آمِينَ .

 

** هذه الصلاة لسيدنا الولي الكبير العارف الشهير أبي المواهب الشاذلي رضي اللَّه عنه ألفها ليقرأها الزائرون أمام الحضرة النبوية عند زيارتهم ، ولا مانع من قراءتها في كُلّ زمان ومكان ، ويَستحضر القارئ أنه بين يدي رسول اللَّه – صلى اللَّه عليه وسلم – يخاطبه بما فيها من الخطابات ؛ فإن صيغة السلام في تحيات الصلاة – وهي قول المصلِّي ( السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه ) – هي مِن هذا القبيل خطاب له صلى اللَّه عليه وسلم .

زر الذهاب إلى الأعلى