الإمام أحمد الرفاعي

حزب المراقبة والشهود والأسرار للإمام أحمد الرفاعي

أبو العلمين أحمد بن علي بن يحيى الحسيني الهاشمي (ت.578هـ)

ذكر الثقاة أنّ مَن قرأه في عمره مرة واحدة حَرَّم الله جسده على النار ، ورفع له بعمل اهل الثقلين ، ونظر إليه في كُلّ يوم سبعين مرة ، وفتح له أبواب خيري الدنيا والآخرة ، وأماته على الإيمان التام مِن غير فتنة ، وباهى به الملائكة في كُلّ يوم سبعين مرة.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ رَكَّبْتَ عَلَى جَوَارِحِهِمْ مِنَ الْمُرَاقَبَةِ غِلاَظَ الْقُيُودِ ، وَأَقَمْتَ عَلَى سَرَائِرِهِمْ مِنَ الْمشَاهِدِ دَقَائِقَ الشُّهُودِ ؛ فَهَجَمَ عَلَيْهِمْ أُنْسُ الرَّقِيبِ مَعَ الْقِيَامِ والْقُعُودِ فَنَكَسُوا رُؤُوسَهُمْ مَعَ الْخَجَلِ وَجِبَاهَهُمْ لِلسُّجُودِ ، وَفَرَشُوا – لِفَرْطِ ذُلِّهِمْ – عَلَى بابِكَ نَوَاعِمَ الْخُدُودِ فَأَعْطَيْتَهُمْ بِرَحْمَتِكَ غايَةَ الْمَقْصُودِ .. صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ أَهْلِ الْكَرَمِ والْجُودِ وَسَلِّمْ .

اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا مِنْكَ طُولَ الصُّحْبَةَ وَدَوَامَ الْخِدْمَةِ وَحِفْظَ الْحُرْمَةِ وَدَوَامَ الْمُرَاقَبَةِ وَأُنْسَ الطّاعَةِ وَحَلاَوَةَ الْمُنَاجَاةِ وَلَذَّةَ الْمَغْفِرَةِ وَصِدْقَ الْجَنَانِ وَحَقِيقَةَ التَّوَكُّلِ وَصَفَاءَ الْوُدِّ وَوَفَاءَ الْعَهْدِ واعْتِقَادَ الْوَصْلِ وَتَجَنُّبَ الزَّلَلِ وَبُلُوغَ الْأَمَلِ وَحُسْنَ الْخَاتِمَةِ بِصَلاَحِ الْعَمَلِ .. صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ مَا طَلَعَ نَجْمٌ وَأَفَلَ وَسَلِّمْ .

اللَّهُمَّ يَا مَنْ أَجْرَى مَحَبَّتَهُ فِي مَجَارِي الدَّمِ مِنَ الْمُشْتَاقِينَ وَقَهَرَ سَطَوَاتِ الشَّكِّ بِحُسْنِ الْيَقِينِ أَثْبِتْنَا اللَّهُمَّ فِي دِيوَانِ الصِّدِّيقِينَ ، واسْلُكْ بِنَا مَسْلَكَ أُولِي الْعَزْمِ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ؛ حَتَّى تُصْلِحَ بَوَاطِنَنَا ِمِنْ لَطَائِفِ الْمُؤَانَسَةِ وَنَفُوزَ بِالْغَنَائِمِ مِنْ تُحَفِ الْمُجَالَسَةِ يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مالٌ وَلاَ بَنُونَ إلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ، وَأَلْبِسْنَا اللَّهُمَّ جِلْبَابَ الْوَرَعِ الْجَسِيمِ ، وَأَعِذْنَا مِنَ الْبِدَعِ والضَّلاَلِ الْأَلِيمِ .. صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ الْهَادِي إلَى صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيمِ وَسَلِّمْ .

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ بِصِدْقِ الْحَاجَةِ والاِعْتِذَارِ والْإقْلَاعِ عَنِ الْخَطَايَا والاِسْتِغْفَارِ .. أَمَرْتَنَا اللَّهُمَّ بِالسُّؤَالِ فَجَاءَتْكَ قُلُوبُنَا بِالاِنْكِسَارِ ، وَنَظَرَتْ إلَيْكَ مُقَلُ الْأَسْرَارِ بِسُلْطَانِ الاِفْتِقَارِ ؛ فاجْبُرِ اللَّهُمَّ ذُلَّ انْكِسَارِنَا بِلُطْفِ الاِقْتِدَارِ ، وَجَنِّبْنَا الْإصْرَارَ مِنْ فُتُونِ الأَشْرَارِ وَمُخَالَطَةِ الْأَغْيَارِ يَا حَلِيمُ يَا سَتّارُ يَا جَلِيلُ يَا جَبّارُ يَا عَزِيزُ يَا غَفّارُ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ والْأَبْصَارِ .. صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الْكِرَامِ الْأَبْرَارِ وَسَلِّمْ .

اللَّهُمَّ يَا مَنْ حَمَلَ أَوْلِيَاءَهُ عَلَى النُّجُبِ السِّبَاقِ ، وَرَفَعَهُمْ عَلَى أَجْنِحَةِ الزَّفِيرِ والاِشْتِيَاقِ ، وَأَجْلَسَهُمْ عَلَى بِسَاطِ الرَّهْبَةِ وَحُسْنِ الْأَخْلاَقِ ، وَأَهْطَلَ عَلَى لِمَمِهِمْ سُحُبَ الْآمَاقِ ، وَشَعْشَعَ أَنْوَارَ الْمَعْرِفَةِ فِي قُلُوبِهِمْ كَبَرْقِ الشَّمْسِ عِنْدَ الْإشْرَاقِ ، وَكَشَفَ عَنْ عُيُونِهِمْ حَنَادِسَ الظُّلَمِ ، وَأَجْلَسَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ بِتَفْرِيدِ الْقُلُوبِ واتِّصَالِ الْعَزْمِ والطُّمَأْنِينَةِ وَسُمُوِّ الْهِمَمِ .. صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ سادَاتِ الْأُمَمِ وَسَلِّمْ .

اللَّهُمَّ أَرْخِصْ مَا يُقَرِّبُنَا إلَيْكَ ، وَأَغْلِ عَلَيْنَا مَا يُبَاعِدُنَا عَنْكَ ، وَأَغْنِنَا بِالاِفْتِقَارِ إلَيْكَ ، وَلاَ تُفْقِرْنَا بِالاِسْتِغْنَاءِ عَنْكَ .. بِكَرَمِكَ أَخْلِصْ أَعْمَالَنَا ، وَبِإرَادَتِكَ اجْعَلْنَا نَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ ، وَبِمَعُونَتِكَ اجْعَلْنَا نَسْتَعِينُ بكَ .

اللَّهُمَّ بِجَاهِ أَهْلِ الْجَاهِ وَبِمَحَلِّ أَصْحَابِ الْمَحَلِّ وَبِحُرْمَةِ أَهْلِ الْحُرْمَةِ وَبِمَنْ قُلْتَ لَه {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَك} اشْرَحِ اللَّهُمَّ صُدُورَنَا بِالْهِدَايَةِ وَالإيمَانِ كَمَا شَرَحْتَ صَدْرَهُ ، وَيَسِّرْ أُمُورَنَا كَمَا يَسَّرْتَ أَمْرَهُ ، وَيَسِّرْ لَنَا مِنْ طاعَتِكَ طُرُقاً سَهْلَةً ، وَلاَ تُؤَاخِذْنَا عَلَى الْغِرَّةِ والْغَفْلَةِ .. اسْتَعْمِلْنَا فِي أَيّامِ الْمُهْلَةِ والْفَتْرَةِ بِمَا يُقَرِّبُنَا إلَيْكَ وَيُرْضِيكَ عَنَّا ؛ إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .. صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ .

اللَّهُمَّ أَطْلِقْ أَلْسِنَتَنَا بِذِكْرِكَ ، وَطَهِّرْ قُلُوبَنَا عَمَّنْ سِوَاكَ ، وَرَوِّحْ أَرْوَاحَنَا بِنَسِيمِ قُرْبِكَ ، وامْلَأْ أَسْرَارَنَا بِمَحَبَّتِكَ ، واطْوِ ضَمَائِرَنَا بِنِيَّةِ الْخَيْرِ لِلْعِبَادِ ، وَأَلِّفْ أَنْفُسَنَا بِعِلْمِكَ ، وامْلَأْ صُدُورَنَا بِتَعْظِيمِكَ ، وَحَيِّزْ كُلِّيَّتَنَا إلَى جَنَابِكَ ، وَحَسِّنْ أَسْرَارَنَا مَعَكَ ، واجْعَلْنَا مِمَّنْ يَأْخُذُ مَا صَفَا وَيَدَعُ الْكَدَرَ .. صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ خَيْرِ الْبَشَرِ وَسَلِّمْ .

واجعلنا ممن يأخذ ما صفا. ويدع الكدر. ويعرف قدر العافية. ويشكر عليها ويرضى بك كفيلا. لتكون له وكيلا. ووقفنا لتعظيم عظمتك. وارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم. تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام. لا إله إلا أنت. سبحانك أشهد أن لا إله إلأ أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك.

اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْرِفُ قَدْرَ الْعَافِيَةِ وَيَشْكُرُ عَلَيْهَا وَيَرْضَى بِكَ كَفِيلاً لِتَكُونَ لَهُ وَكِيلاً ، وَوَفِّقْنَا لِتَعْظِيمِ عَظَمَتِكَ ، وارْزُقْنَا لَذَّةَ النَّظَرِ إلَى وَجْهِكَ الْكَرِيمِ .. تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ يَا ذَا الْجَلاَلِ والْإكْرَامِ .. لاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ .

اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ بِأَحَدِيَّةِ ذاتِكَ وَوَحْدَانِيَّةِ صِفَاتِكَ وَفَرْدَانِيَّةِ أَسْمَائِكَ أَنْ تُؤْتِيَنَا سَطْوَةً مِنْ جَلاَلِكَ وَبَسْطَةً مِنْ جَمَالِكَ وَنَشْطَةً مِنْ كَمَالِكَ ؛ حَتَّى يَتَّسِعَ فِيكَ وُجُودُنَا وَيَجْتَمِعَ عَلَيْكَ شُهُودُنَا وَنَطَّلِعَ عَلَى شَوَاهِدِنَا فِي مَشْهُودِنَا .. أَطْلِعِ اللَّهُمَّ فِي لَيْلِ كَوْنِنَا شَمْسَ مَعْرِفَتِكَ ، وَنَوِّرْ أُفُقَ عُيُونِنَا بِنُورِ بَيَانِ حِكْمَتِكَ ، وَزَيِّنْ سَمَاءَ زِينَتِنَا بِنُجُومِ مَحَبَّتِكَ ، واسْتَهْلِكْ أَفْعَالَنَا فِي فِعْلِكَ ، واسْتَغْرِقْ تَقْصِيرَنَا فِي طَوْلِكَ ، وَاسْتَمْحِصْ إرَادَتَنَا فِي إرَادَتِكَ ، واجْعَلْنَا اللَّهُمَّ لَكَ عَبِيداً فِي كُلِّ مَقَامٍ قائِمِينَ بِعُبُودِيَّتِكَ مُتَفَرِّغِينَ لِأُلُوهِيَّتِكَ مَشْغُولِينَ بِرُبُوبِيَّتِكَ لاَ نَخْشَى فِيكَ مَلاَماً وَلاَ نَدَعُ إلَيْكَ غَرَاماً ، ورَضِّنَا اللَّهُمَّ بِمَا تَرْضَى ، والْطُفْ بِنَا فِيمَا يَنْزِلُ مِنَ الْقَضَاءِ ، واجْعَلْ لَنَا لِمَا يَنْزِلُ مِنَ الرَّحْمَةِ مِنْ سَمَائِكِ أَرْضاً ، وأَفْنِنَا فِي مَحَبَّتِكَ كُلاًّ وَبَعْضاً .. صَحِّحِ اللَّهُمَّ فِيكَ مَرَامَنَا ، وَلاَ تَجْعَلْ فِي غَيْرِكَ اهْتِمَامَنَا ، وَأَذْهِبْ مِنَ الشَّرِّ مَا خَلْفَنَا وَأَمَامَنَا .. نَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِمَكْنُونِ هَذِهِ السَّرَائِرِ يَا مَنْ لَيْسَ إلاَّ هُوَ يَخْطُرُ بِالضَّمَائِرِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ السّادَاتِ وَمُرَادِ الإرَادَاتِ وَقُطْبِ دائِرَةِ السَّعَادَاتِ حَبِيبِكَ الْمُكَرَّمِ وَنَبِيِّكَ الْمُعَظَّمِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ والرَّسُولِ الْعَرَبِيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ .

اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ بِالْأَلِفِ الْمَعْطُوفِ وَبِالنُّقْطَةِ الَّتِي هِيَ مَبْدَأُ الْحُرُوفِ وَبِبَاءِ الْبَهَاءِ وَبِتَاءِ التَّأْلِيفِ وَبِثَاءِ الثَّنَاءِ وَبِجِيمِ الْجَلاَلِ وَبِحَاءِ الْحِلْمِ وَبِخَاءِ الْخَوْفِ وَبِدَالِ الدَّيْمُومِيَّةِ وَبِذَالِ الذِّكْرِ وَبِرَاءِ الرَّحْمَةِ وَبِزَايِ الزُّلْفَى وَبِسِينِ السَّنَاءِ وَبِشِينَ الشُّكْرِ وَبِصَادِ الصَّبْرِ وَبِضَادِ الضَّمِيرِ وَبِطَاءِ الطَّوْلِ وَبِظَاءِ الظُّهُورِ وَبِعَيْنِ الْعِنَايَةِ وَبِغَيْنِ الْغَنَاءِ وَبِفَاءِ الْفَرْدَانِيَّةِ وَبِقَافِ الْقُدْرَةِ وَبِكَافِ الْكِفَايَةِ وَبِلاَمِ اللُّطْفِ وَبِميمِ الْمُلْكِ وَبِنُونِ النُّورِ وَبِهَاءِ الْهِدَايَةِ وَبِوَاوِ الْوِلاَيَةِ وَبِيَاءِ الْيَقِينِ وَبِلاَمِ أَلِفِ لاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكُ ، الْفَاشِي فِي الْخَلْقِ حَمْدُكَ ، الْبَاسِطُ بِالْجُودِ يَدَكَ ، لاَ تُضَادُّ فِي حُكْمِكَ وَلاَ تُنَازَعُ فِي سُلْطَانِكَ وَمُلْكِكَ وَأَمْرِكَ ، تَمْلِكُ مِنَ الْأَنَامِ مَا تَشَاءُ ، وَلاَ يَمْلِكُونَ مِنْكَ إلاَّ مَا تُرِيدُ .. اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إلَيْكَ بِجَاهِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الطَّيِّبِينَ الطّاهِرِينَ وَعَلَى جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَالأَوْلِيَاءِ وَالصّالِحِينَ ..

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما} .. سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَسَلِّمْ .

سُبْحَان رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى