سيدي أبو الحسن الشاذلي

منظومة توسل الشاذلية

يَا رَبِّ بِالِاسْمِ الْعَظِيمِ وَفَضْلِهِ * وَبِسِرِّ آيَاتِ الْكِتَابِ الْمُقْتَدَى

بِالْمُصْطَفَى الْمُخْتَارِ مَنْ حَقّاً يَكُنْ * غَوْثاً لَنَا يَوْمَ الْمَعَادِ مُحَمَّدَا

وَبِبِنْتِهِ وَبِبَعْلِهَا مُفْنِي الْعِدَا * بِابْنَيْهِمَا الْحَسَنَيْنِ أَعْلاَمِ الْهُدَى

بِالرُّسْلِ ثُمَّ الْأَنْبِيَاءِ بِجَمْعِهِمْ * وَكَذَا الْمَلاَئِكَةِ الْكِرَامِ السُّجَّدَا

وَبِزَيْنَبٍ وَسُكَيْنَةٍ وَنَفِيسَةٍ * هُنَّ الذَّخَائِرُ فِي الْخُطُوبِ وَفِي غَدَا

وَبِبَضْعَةِ الزَّهْرَاءِ فاطِمَةَ الَّتِي * مَنْ أَمَّهَا نالَ الْمُنَى والسُّؤْدَدَا

بِكَرِيمَةِ الدّارَيْنِ فَهْيَ نَفِيسَةٌ * ذاتُ الْفَضَائِلِ والْمَوَاهِبِ والنَّدَى

وَبِأَهْلِ بَدْرٍ والصَّحَابَةِ كُلِّهِمْ * بِالتّابِعِينَ لَهُمْ دَوَاماً سَرْمَدَا

وَبِعَبْدِكَ النُّعْمَانِ ثُمَّ بِمَالِكٍ * بِالشّافِعِي قُطْبِ الْوُجُودِ وَأَحْمَدَ

وَكَذَا ابْنِ سَعْدٍ ذِي الْمَكَارِمِ والعَطَا * لَيْثِ الْأَفَاضِلِ مَنْ بِهِ نُكْفَى الرَّدَى

بِالسَّيِّدِ الْبَدَوِيِّ بابِ الْمُصْطَفَى * بَحْرِ الْفُتُوَّةِ والْمَكَارِمِ والنَّدَى

بِالشّاذِلِيِّ وَبِالرِّفَاعِي الْأَحْمَدَ * بِالْقَادِرِيِّ وَبِالدُّسُوقِي الْأَمْجَدَ

وَكَذَا ابْنِ بَشِيشِ أَبِي الْأَقْطَابِ مَنْ * نَقَلَ الْمُرِيدَ إلَى الرَّشَادِ وَأَسْعَدَ

وَبِعَابِدِ الْمُتَعَالِ خَيْرِ وَسِيلَةٍ * عِنْدَ الْمُلَثَّمِ لِلْمُرِيدِ مَقَاصِدَا

وَبِغَوْثِنَا وَإمَامِنَا الْمُرْسِيِّ مَنْ * نَشَرَ الطَّرِيقَ الشّاذِلِيَّ وَأَيَّدَ

بِالْفَاضِلِ ابْنِ عَطَاءِ مَنْ بِعَطَائِهِ * أَحْيَا قُلُوبَ الْغَافِلِينَ وَشَيَّدَ

بِالْكَامِلِ ابْنِ بُوصِيرِي مَنْ بِبَلاَغَةٍ * فِي مَدْحِهِ الْمُخْتَارَ كانَ الْمُفْرَدَ

وَكَذَاكَ بِالْعَرْشِ مِنْ بِكَمَالِهِ * قَدْ صارَ قُطْباً فِي الْأَنَامِ وَسَيِّدَا

ثُمَّ الْجُزُولِي أَبِي الدَّلاَئِلِ مَنْ * لَهُ فَضْلٌ عَلَيْنَا لاَ يَزَالُ مُؤَيَّدَا

يَا رَبِّ بِالرِّضْوَانِ عُمَّ ضَرِيحَهُ * وامْنَحْهُ فِي الْجَنّاتِ أَعْلَى مَقْعَدَ

بِأَحْمَدْ زَرُّوقَ قُطْبِ زَمَانِهِ * وَهْوَ الْمُجِيبُ إذَا دُعِي وَقْتَ النِّدَا

ثُمَّ الْمُنُوفِي كَعْبَةِ الزُّوّارِ مَنْ * يُعْطِي الْمَزِيدَ لِزَائِرِيهِ وَأَزْيَدَ

وَكَذَا بِعَبْدِ اللَّهِ غَوْثِ زَمَانِهِ * وَهُوَ الشَّرِيفُ أَبُو الْهُدَى مَنْ أَرْشَدَ

بِالْقُطْبِ مَرْزُوقِ الْكَفَافِ وَنَجْلِهِ * عُمَرَ الْمَكَارِمِ مَنْ بِهِ قَدْ عُوِّدَ

ثُمَّ الْعَفِيفِي شَيْخِنَا الْغَوْثِ الَّذِي * لِضَرِيحِهِ نُورٌ تَرَاهُ مُشَاهَدَا

وَكَذَا لَهُ السِّرُّ الْعَجِيبُ وَفَضْلُهُ * شَهِدَتْ بِهِ كُلُّ الْأَحِبَّةِ والْعِدَا

مَا أَمَّهُ الْمَكْرُوبُ يَرْجُو إغَاثَةً * إلاَّ رَأَى فَرَجاً أَتَاهُ مُنْجِدَا

فاسْأَلْهُ مَا قَدْ شِئْتَ تُعْطَ فَإنَّهُ * أَسْخَى مِنَ الْبَحْرِ الطَّمِيِّ وَأَجْوَدَ

يَا فَوْزَ مَنْ بِكَ مُقْتَدٍ لِطَرِيقِهِ * أَوْ زائِرٌ وَعَلَى الرِّحَابِ تَرَدَّدَ

بِأَمِيرِنَا الْحَبْرِ الْهُمَامِ مُحَمَّدٍ * مَنْ كانَ بَحْراً فِي الْعُلُومِ وَمَوْرِدَا

ثُمَّ الْجُوَيْنِي أَبُو الْمَعَالِي مَنْ حَوَى * بِعِبَادَةِ الرَّحْمَنِ فَضْلاً زائِدَا

وَبِشَيْخِنَا الْحَبْرِ الْبَهِيِّ مُحَمَّدٍ * مَنْ كانَ قُطْباً فِي الْعُلُومِ أَوْحَدَا

بِالْجَوْهَرِيِّ أَبِي الْمَعَالِي أَحْمَدَ * مَنْ كانَ ذَا شَرَفٍ وَحَبْراً ماجِدَا

وَبِيُوسُفَ النَّجْلِ الْعَفِيفِي الْمُرْتَضَى * وَكَذَا بِعَبْدِ الْبَرِّ ثُمَّ بِأَحْمَدَ

بِالسَّيِّدِ الْمِفْضَالِ أَوْحَدِ عَصْرِهِ * رِضْوَانَ مَنْ كانَ إمَاماً ماجِدَا

وَبِنَجْلِهِ الْأُسْتَاذِ أَحْمَدَ شَيْخِنَا * شَمْسِ الْحَقِيقَةِ لِلطَّرِيقَةِ أَسْعَدَ

نَسْلِ الْعَفِيفِي أَصْلِ كَنْزِ طَرِيقِنَا * تاجِ الْعُلاَ مَنْ بِالْفُتُوحِ تَفَرَّدَ

أَكْرِمْ بِهِ مِنْ عارِفٍ بِإلَهِنَا * وَمُقَرِّبٍ مِنْهُ عَلَى رَغْمِ الْعِدَا

بِسُعُودِهِ نِلْنَا السَّعَادَةَ كُلَّهَا * فِي الْحَالَتَيْنِ مَعَ الْهَنَا والسُّؤْدَدَ

حُورُ الْجِنَانِ تَزَخْرَفَتْ لِقُدُومِهِ * لَمَّا قَضَى نَحْباً وَوَافَى سَيِّدَا

ارْحَمْ بِرَحْمَتِكَ الْوَسِيعَةِ شَيْخَنَا * مُحْمُوداً الْأَتْقَى عَلْيَانَ الْهُدَى

الرَّاجِحَ الْإيمَانِ وَهْوَ الْقُطْبُ الَّذِي * عَقَدَ الطَّرِيقَةَ بِهِ ذَرُوا مُرَدِّدَا

إذْ كانَ شَمْسَ السّالِكِينَ وَمَوْرِداً * عَذْباً إلَى الدِّينِ الْحَنِيفِ مُؤَيَّدَا

عافَ الزَّخَارِفَ والْمَلاَهِيَ والْجُوَّدَ * وَكَذَا لِمَا رَضِي الْإلَهُ مُوَحِّدَا

وَبِشَيْخِنَا مُحْمُودْ أَبُو مَحْجُوبِ مَنْ * كانَ سِرَاجاً لِلطَّرِيقَةِ مُرْشِدَا

يَا رَبِّ تَجْعَلْهُ عَلَيْنَا راضِياً * وَبِسِرِّهِ انْفَعْنَا إلَهِى وَفِي غَدَا

وَكَذَا الْخَلِيفَةُ أَحْمَدْ أَبُو النَّصْرِ مَنْ * حَوَى الْفَصَاحَةَ والْوِلاَيَةَ والْهُدَى

بِالسّايِحِ الْبَشِيشِ وَهْوَ مُحَمَّدٌ * مَنْ ساحَ فِي الْمَلَكُوتِ يَبْغِي الْوَاحِدَ

وَبِشَيْخِنَا عَبْدِ الْجَلِيلِ أَبُو حَسَنْ * ذاكَ الشَّرِيفْ نَسْلُ الْحَبِيبِ مُحَمَّدَ

بِأُوَيْسِنَا الْقَرَنِيِّ نَدْعُو الْخَالِقَ * وَبِشَيْخِنَا النَّجّارِ كُنْ لِي مُنْجِدَا

بِمُحَمَّدِ الشَّرِيفِ ابْنِ ناصِرٍ * سَجَنَ الرَّدِيَّةَ فِي الْجِبَالِ وَأَوْحَدَ

وَبِنَجْلِهِ الشَّيْخِ ابْرَاهِيمَ إمَامِنَا * أَيِّدْهُ يَا رَبَّ الْأَنَامِ وَأَسْعِدَ

وَبِشَيْخِنَا عَلِي الصَّعِيدِي أُسْتَاذِنَا * صَلَّى الضُّحَى نُسُكاً لَهُ قَدْ عُوِّدَ

وَبِشَيْخِنَا طَهَ الشَّرِيفْ أُسْتَاذِنَا * عِلْمٌ لَدُنِّيٌّ بِعَقْلِهِ قَدْ أُسْكِنَ

بِالسَّيِّدِ الشَّرِيفِ شَيْخِنَا مُصْطَفَى * شَمْسِ الْمَعَارِفِ والْوِلاَيَةِ والْهُدَى

وَبِعَابِدِ الرَّحِيمِ أَكْرِمْ جَمْعَنَا * أَهْلِ السَّمَاحَةِ إمَامِنَا هُوَ شَيْخُنَا

وَبِعَابِدِ الْوَهّابِ أَوْصِلْ حَبْلَنَا * وَهْوَ الشَّرِيفُ أَبُو الْفُتُوَّةِ عَمُّنَا

وَبِعَابِدِ الْمُتَعَالِ ابْنِ ناصِرٍ * شَمْسِ الْمَعَارِفِ فِي الْحَقِيقَةِ ظاهِرَ

وَبِعَابِدِ الْمُعْطِي فَرِّجْ كَرْبَنَا * وَهْوَ الَّذِي مَنْ جاهَدَ نَفْسَهُ والْعِدَا

بِالسَّيِّدِ الشَّرِيفِ سِرِّ خِتَامِهِمْ * أَبُو ناصِرِ الْمَعْرُوفِ عَلَى كُلِّ الْمَلاَ

بِسُكَيْنَةٍ بِنْتِ الشَّرِيفِ النّاصِرِي * مَجْذُوبَةٍ فِي هَوَى الْحَبِيبِ مُحَمَّدَ

بِحُسَيْنِنَا الْهَبْسِيِّ خَيْرِ وارِدٍ * ذَكَرَ الْإلَهَ بِخَشْيَةٍ وَتَنَفُّلاَ

اللَّهُ يَنْفَعُنَا بِهِمْ وَبِحُبِّهِمْ * دُنْيَا وَأُخْرَى لاَ يَزَالُ مُؤَيَّدَا

واحْفَظْنَا يَا خَلاّقُ مِنْ كَيْدِ الْعِدَا * وامْنُنْ عَلَيْنَا بِالْقَبُولِ جَمِيعِنَا

وَقِنَا الْمَكَارِهَ فِي الْحَيَاةِ وَفِي غَدَا * سَهِّلْ لَنَا سُبْلَ النَّجِاحِ جَمِيعِنَا

بِالشّاذِلِيَّةِ كُلِّهِمْ وَبِسِرِّهِمْ * بِالصّالِحِينَ كَذَا وَمَنْ بِهِمُ اقْتَدَى

تَغْفِرْ لَنَا مَا قَدْ جَنَيْنَا وَهَبْ لَنَا * حُسْنَ الْخِتَامِ تَفَضُّلاً واجْلُ الصَّدَا

وارْزُقْنَا تَوْفِيقاً لِطَاعَتِكَ الَّتِي * تَرْضَى بِهَا عَنَّا وَتُكْرِمُنَا غَدَا

وَأَزِلْ بِفَضْلِكَ يَا مُغِيثُ كُرُوبَنَا * واحْفَظْنَا مِنْ كَيْدِ الزَّمَانِ إذَا اعْتَدَى

يَسِّرْ بِجُودِكَ سَيِّدِي أَرْزَاقَنَا * يَا خَيْرَ مَنْ مَدَّ الْأَنَامُ لَهُ يَدَا

وَأَدِمْ صَلاَتَكَ والسَّلاَمَ مَعَ الرِّضَا * لِنَبِيِّنَا وَلِأَهْلِهِ نَجْمٌ بَدَا

واخْتِمْ بِخَيْرٍ يَا كَرِيمُ وَجُدْ لَنَا * بِرِضاً يَكُونُ عَلَى الدَّوَامِ مُجَدَّدَا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى